ذلك من قبيل القضايا الطبيعية التي لا بد من وقوعها في السير التكاملي الذي هو أساس النظام الأحسن كقوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) [إبراهيم ـ ٤٨] ، وقوله تعالى : (يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) [لقمان ـ ٣٣] ، ونحو ذلك من الآيات الشريفة.
وإنّما قدم سبحانه وتعالى التقوى لأنّها الركيزة الاولى والركن الركين في هذا المسير الاستكمالي بل هي المركب الهنيء والباقي ليس الا موانع وعوائق عن الوصول إلى هذا الغرض ، فالغاية لخلق هذا العالم ليس الا استكمال العقل وهو لا يحصل الا بالتقوى فهي العلة الغائية والفاعلية والصورية والمادية وقلّما يتفق مثل ذلك في شيء آخر.