الأمور الاجتماعية التي يجتمع فيه الجانب الأخلاقي والأدبي ، ويحفظ فيه حق الحاضر والمتوفّى لكن بشرط خلوه عن العادات السيئة والأوهام والخرافات ولا يتحقق ذلك إلا بالرجوع إلى الوحي السماوي والشرايع الإلهية.
وقد قبله الإسلام وعيّن له مدة محدودة وهي أربعة أشهر وعشرا وألزم المرأة ترك الزواج والزينة ، والخروج عن المنزل فيها إلا في موارد يدعو الإلزام والضرورة إليها.
ولعلّ الحكمة في اعتبار هذه المدة المعينة ظاهرة فإنّ ثلاثة أشهر منها العدة الغالبية التي تجب في كلّ فراق سواء كان اختياريا ـ كالطلاق ـ أو قهريّا كالموت والأربعون الاخرى هي مدة الحداد على الميت واحترامه كما هو المعتاد في كلّ ميت ، وقد تقدم في قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة ـ ٢٢٦] ، بعض الكلام.
قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
أي : والله عليم بالأعمال رقيب عليها ، وهو مطلع عليكم اطلاع ذي الخبرة بالنسبة إلى ما يكون خبيرا فيه إلا أنّه خبير بما يؤدي إليه الظاهر ، والله جل شأنه خبير بالباطن والحقيقة والسرائر.
وقد ختمت الآية المباركة بهذا الخطاب اهتماما بالموضوع لأنّ الغريزة الجنسية داعية لكل فساد إلا إذا أمسك زمامها بما يرتضيه الرحمن فإنّه الخبير بالحقائق والأعمال وعالم بالمصالح فيحكم وفق المصلحة فيجب إطاعته ويحرم مخالفته.
٢٣٥ ـ قوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ).
مادة (جنح) تأتي بمعنى الإثم المائل عن الحق ، واستعير لفظ الجناح لكلّ إثم ومعنى (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) : لا إثم عليكم وقد استعمل هذا اللفظ