المقام الفضل بالنسبة إلى الرجل : أن يعطي أكثر من النصف ولو بقليل ، وبالنسبة إلى المرأة : أن تأخذ أقل منه ولو بقليل.
والآية المباركة تحرّض الإنسان على ابتغاء الفضل والإحسان بالعفو عن الحقوق والتخفيف ، وعدم التغافل عن المكارم عند عروض أسباب التخاصم والتنازع ، فإنّها تشير إلى قاعدة عقلية تشمل كلّ ما يقع في طريق الاستكمال والسعادة الأبدية ، وإن كانت باعتبار سياق الكلام والمورد ظاهرة في الحقوق المجاملية المتعارفة بين الناس.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
ربط ذلك بمراقبته تعالى حتّى تكون الأعمال ـ كالقلوب ـ خالصة موصولة بالله على كلّ حال. فيكون ذلك زيادة في الترهيب والترغيب أي : أنّ أعمالكم ظاهرة وغير خفية لدى من يحيط بها وأنّه يجازيكم بها.