الفصل العاشر
الواجب الكفائي
وقبل الخوض في المقصود نقدّم أُموراً :
١. لا شكّ في وجود الواجبات الكفائية بين العقلاء والشريعة الإسلامية المقدسة حيث إنّ الوالد يأمر أولاده بتنظيف البيت ، وشراء اللحم والخبز إلى غير ذلك من الأُمور ، فلو قام واحد منهم بهذا الواجب لسقط عن الجميع ، ولو عصوا يُعاقب الكلّ ؛ ونظيره ما في الشريعة من الأمر بإجراء الحدود والأمر بالمعروف وإقامة النظام فانّها واجبات كفائية. فلو قام واحد من المكلّفين بهذه الأُمور لسقط عن الجميع ، ولو عَصوا لعوقبوا.
٢. تقسيم الواجب إلى العيني والكفائي ، تقسيم للوجوب باعتبار إضافته إلى المكلَّف ، كما أنّ تقسيمه إلى التعييني والتخييري تقسيم له بالإضافة إلى المكلَّف به ، وذلك لأنّ التكليف من الأُمور ذات الإضافة ، فله إضافة إلى المكلِّف وفي الوقت نفسه إضافة إلى متعلّق التكليف الذي يطلق عليه المكلّف به ، كما أنّ له إضافة إلى المكلَّف الذي ربما يطلق عليه الموضوع في مصطلح المحقّق النائيني قدسسره.
فباعتبار كون المكلَّف به واحداً أو متعدداً على وجه التخيير ينقسم الواجب إلى التعييني والتخييري ، كما أنّ باعتبار كون امتثال بعض مسقطاً عن الآخرين أو