وتبركاً ، فمن صامه يقع في زمرة من يصومه شكراً للمصيبة الواردة على أهل البيت وشكراً على سلامة أعدائهم.
فعند ما سأل الراوي عن صوم يوم عاشوراء ، قال ذلك يوم قتل فيه الحسين ، فإن كنت شامتاً فصم ثمّ قال : إنّ آل أُمية نذروا نذراً إنْ قتل الحسين أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً لهم ، يصومون فيه شكراً ويُفرِّحون أولادَهم ، فصارت في آل أبي سفيان سنّة إلى اليوم ، فلذلك يصومونه ويدخلون على أهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم ، ثمّ قال : الصوم لا يكون للمصيبة ولا يكون إلا شكراً للسلامة ، وانّ الحسين عليهالسلام أُصيب يوم عاشوراء فإن كنت فيمن أُصيب به فلا تصم ، وإن كنت شامتاً ممّن سرّه سلامة بني أُمية فصم شكراً للّه تعالى. (١)
فعلى ضوء هذه الروايات فالمبغوض هو التشبّه ببني أُمية والانسلاك في عدادهم ولو في الظاهر ، فقد كانوا متبرّكين بهذا اليوم كما في الزيارة : « اللّهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو أُمية وابن آكلة الأكباد » ، وكان صوم ذلك اليوم من مظاهر التشبّه على نحو لولاه لما توجّه إليه نهي ، وعندئذ يصبح الصوم مأموراً به ، لا منهياً عنه ، وإنّما المنهيّ عنه هو التشبّه والانسلاك في عدادهم في الظاهر ، فأين اجتماع الأمر والنهي في شيء واحد؟
فإن قلت : النهي عن الصوم ، كناية عن النهي عن التشبّه يتوقّف على وجود الملازمة بين النهيين كما مرّ في الجواب الثاني للمحقّق الخراساني.
قلت : الملازمة هنا واضحة ، بعد شيوع عمل الأمويين والمروانيين في هذا اليوم وانّهم كانوا يصومون ذلك اليوم للتبرّك والفرح.
الخامس : ما أفاده المحقّق البروجردي من كون الصوم منهيّاً عنه ، وليس
__________________
١. الوسائل : ٧ ، الباب ٢١ من أبواب الصوم المندوب ، الحديث ٧.