عمل إنّ اجعل للا في النكرة |
|
مفردة جاءتك أو مكررة |
فانصب بها مضافاً أو مضارعة |
|
وبعـد ذاك ـ الخبر ـ اذكر رافعة |
ولا النافية للجنس غير « ما » و « لا » و « لات » المشبهات بليس فانّها ترفع الاسم وتنصب الخبر ولا تفيد العموم.
وعلى كلّ تقدير فاتّفقوا على إفادته العموم ، توضيحه :
إنّ رجلاً مع قطع النظر عن اللام والتنوين له وضع ، فهو مع التنوين يدلّ على الوحدة ، ومع اللام يدلّ تارة على الجنس وأُخرى على العهد ، فإذا جُرّد اللفظ عن كليهما دلّ على الماهية لا بشرط شيء.
وقد نقل المحقّق القمي عن السكاكي انّه نقل إجماع أهل العربية على أنّ المصادر الخالية من اللام والتنوين موضوعة للماهية لا بشرط شيء. (١)
ولا يختصّ هذا بالمصادر ، بل يعمّ الأسماء فالمجرّد من اللام والتنوين يدلّ على الطبيعة ، فإذا وقعت تحت النفي أو النهي يدلّ على نفي الطبيعة وهو يتحقّق في ضمن نفي تمام الأفراد.
ويؤيد دلالته على العموم أنّه لايجوز أن يقال : لا رجل في الدار بل رجلان ، أو : وما من رجل في الدار بل رجلان ، بخلاف ليس وما ولا ولات المشبهات بها حيث يصحّ : ليس في الدار رجل بل رجلان ، وما في الدار رجل بل رجلان ، حيث إنّ التنوين إشارة إلى الوحدة العددية المعينة ويكون النفي راجعاً إلى الوحدة.
يلاحظ عليه بأمرين :
الأوّل : انّ القول بأنّ الطبيعة توجد بوجود فرد ما وتنعدم بانعدام جميع
__________________
١. القوانين : ١ / ٢٠٢.