وقد جوزت في : ( وما بِكُم مِنْ نعمة فَمِن اللّهِ ) على أنّ الأصل وما يكن ، ثمّ حذف فعل الشرط. (١)
٢. انّ في لفظة « ننسها » قراءتين :
فقراءة عاصم برواية حفص هو « نُنْسِها » ، فيكون مشتقاً من أنسى ينسي وصيغة المتكلّم مع الغير هو « ننسي » ، فإذا ورد عليه الجزم يحذف حرف العلة ، أعني : الياء من آخرها ، فإذا أُضيف إلى مفعوله الضمير يصير « ننسها » وهو إذهاب الشيء عن الخاطر.
وقراءة غيره « ننسئها » فهو من النسيء بمعنى التأخير ، كقوله سبحانه : ( إِنّما النَّسِيءُ زيادةٌ في الكُفْرِ يُضلُّ بِهِ الّذينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً ) (٢) والمراد تأخير أشهر الحرم.
و « النسيئة » هو البيع المتأخر ثمنه عن وقت البيع.
٣. ما هو المراد من « ننسها » على كلتا القراءتين؟
أمّا القراءة الأُولى فمعنى « ننسها » هو إذهاب الآية عن الأذهان وإنّما الكلام في تبيين المراد منه ، ففسّره بعض السُّذّج من العامّة ، بنسخ الحكم والتلاوة وقالوا : إنّ المراد منه إزالة الآية من ذاكرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى أنّ السيوطي روى في أسباب النزول انّ الآية كانت تنزل على النبي ليلاً فينساها نهاراً ، فحزن لذلك ، فنزلت الآية!!
ونحن لا نعلّق على هذه الرواية ولا على هذا التفسير شيئاً ، ويكفي في ذلك قول صاحب المنار :
__________________
١. المغني لابن هشام : ١ / ٣٩٨.
٢. التوبة : ٣٧.