فاجلِدُوا كُلَّ واحد منهُما مِائةَ جَلدَة وَلا تَأْخُذكُمْ بِهما رأْفةٌ فِي دينِ اللّه ). (١)
والظاهر أنّ من جوّز نسخ التـلاوة حـاول بذلك تبريـر ما ورد في الصحـاح والسنن والمسانيد ممّا يدلّ على التحريف ، فجعلوه من قبيل منسوخ التلاوة.
وهناك سؤال وهو انّ المفروض في منسوخ التلاوة انّ المعنى ثابت وهو رجم الشيخ والشيخة ، دون اللفظ ، واللفظ القرآني يجب أن يكون على حد يمتنع على الآخرين مقابلته حتّى يكون على القمة من الجزالة والحلاوة ، وعندئذ يُسأل لماذا نسخت تلاوة الآية ، وما هو السبب في نسخها؟
أفهل كان العيب في المعنى والمفروض انّه ثابت ، أم في اللفظ والمفروض انّه على درجة سائر الآيات في البلاغة؟
السادس : الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
اختلف المسلمون في وجود النسخ في القرآن ، والمشهور وجوده ، ولكنّهم بين مقلّ ومكثر.
فالنحاس في كتابه « الناسخ والمنسوخ » من المكثرين ، فقد أدرج كثيراً من الآيات في عداد الناسخ والمنسوخ وليس منها شيء.
والسيد المحقّق الخوئي من المقلّين لو لم نقل من المنكرين إلا في مورد واحد ، وهو مورد الصدقة عند النجوى في كتابه « البيان في تفسير القرآن ».
وها نحن نذكر الموارد التي دلّ الدليل القطعي على تطرّق النسخ إليها.
__________________
١. النور : ٢.