باللام مشيراً إلى حول خاص معروف بين العرب ، وما ذلك الحول إلا حول العدة.
ويدلّ على ذلك ما نقله العياشي عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( وَالّذِينَ يتوفّون مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزواجاً يتربّصن بأَنفُسِهِنَّ أَربَعةَ أَشهر وَعَشراً ) جئن النساء يخاصمن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقلن : لا نصبر ، فقال لهن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : كان إحداكنّ إذا مات زوجها ، أخذت بعرة فألقتها خلفها في دويرها في حذرها ، ثمّ قعدت ، فإذا كان مثل ذلك اليوم من الحول ، أخذتها ففتتها ، ثمّ اكتحلت بها ، ثمّ تزوجت ، فوضع اللّه عنكنّ ثمانية أشهر. (١)
٢. الصدقة قبل النجوى
أمر اللّه سبحانه المؤمنين بتقديم الصدقة قبل نجوى الرسول ، وقال : ( يا أَيُّها الّذينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقة ذلِكَ خَيرٌ لَكُمْ وَأَطهَرُ فإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيم ). (٢)
ولما امتنع المسلمون من تقديم الصدقة تفرقت الصحابة من حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنسخت الآية بقوله سبحانه : ( أأشفَقْتُمْ ان تُقدِّمُوا بينَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدقات فإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ فأَقيمُوا الصَّلاة ... ). (٣)
وكانت الغاية من تشريع إيجاب الصدقة هي تمييز من يؤثر نجوى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على دنياه عمّن لا يؤثر.
فقد روي أنّ علياً تصدّق بدرهم وناجى الرسول. (٤)
__________________
١. بحارالأنوار : ١٠٤ / ١٨٨ ؛ تفسير العياشي : ١ / ٢٣٧ ، الحديث ٤٨٩.
٢. المجادلة : ١٢.
٣. المجادلة : ١٣.
٤. تفسير مفاتيح الغيب : ٣ / ٢٣٠.