أُمّتي بعدي بتفسيرها : الصدقة على وجهها وبرّ الوالدين واصطناع المعروف ، يحوّل الشقاء سعادة ، ويزيد في العمر ، ويقي مصارع السوء ». (١)
وقد كان الصحابة يدعون اللّه سبحانه بتغيير مصيرهم ، هذا هو الطبري ينقل في تفسير الآية بأنّ عمر بن الخطاب يقول وهو يطوف بالكعبة : اللّهمّ إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبتني على الذنب [ الشقاوة ] فامحني واثبتني في أهل السعادة ، فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أُمّ الكتاب.
وروى نظير هذا الكلام عن ابن مسعود وابن عباس وشقيق وأبي وائل. (٢)
هاتان الآيتان تدلاّن بوضوح على أنّ الأمر لم يُفرغ عنه ، وانّ اللّه سبحانه يمحو ما يشاء ممّا قدّر ، كلّ ذلك معلوم له سبحانه من أوّل الأمر.
٤. البداء في الإثبات
البداء في الإثبات عبارة عن إخبار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الولي عليهالسلام بوقوع شيء لأجل الاطّلاع على المقتضى له ، ولكنّه لايقع لأجل وجود المانع من تأثير المقتضي.
وبعبارة أُخرى : انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يطّلع على وقوع الشيء ولكن لايطّلع على كونه معلّقاً على أمر غير واقع أو عدم أمر هو واقع ، فلذلك يخبر عن الشيء ولا يتحقّق فيقال : بدا للّه في هذه الواقعة.
فيقع الكلام في أُمور :
الأوّل : هل يمكن أن يخبر النبيّ أو الإمام عن وقوع الشيء أو عدم وقوعه
__________________
١. الدر المنثور : ٤ / ٦٦١.
٢. تفسير الطبري : ١٣ / ١١٢ ـ ١١٤.