على المقتضي وشرطه ومانعه ، ويميّز ما هو الواقع عن غيره.
وأمّا الثاني : فنذكر فيه بعض ما ورد في الذكر الحكيم :
١. أخبر يونس قومه بنزول العذاب ، ثمّ ترك القوم ، وكان في وعده صادقاً معتمداً على مقتضى العذاب الذي اطّلع عليه ، لكن نزول العذاب كان مشروطاً بعدم المانع ، أعني : التوبة والتضرع ، قال سبحانه : ( فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَومَ يُونُسَ لمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِين ). (١)
أخرج عبد الرزاق ، عن طاووس في قوله : ( وَإِنّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلى الفُلْكِ المَشْحُون ). (٢)
قال : قيل ليونس عليهالسلام : إنّ قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا ...فلمّا كان يومئذ خرج يونس ففقده قومه ، فخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكلّ شيء ، ثمّ عزلوا الوالدة عن ولدها ، والشاة عن ولدها ، والناقة والبقرة عن ولدها ، فسمعت لهم عجيجاً ، فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثمّ صرف عنهم ، فلمّا لم يصبهم العذاب ذهب يونس عليهالسلام مغاضباً ، فركب في العير في سفينة مع أناس ... الخ. (٣)
٢. ذكر المفسّرون انّه سبحانه واعد موسى ثلاثين ليلة ، فصامها موسى عليهالسلام وطواها ، فلمّا تم الميقات استاك بلحاء شجرة ، فأمره اللّه تعالى أن يكمل بعشر ، يقول سبحانه :
( وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْر فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَربَعِينَ لَيلَةً
__________________
١. يونس : ٩٨.
٢. الصافات : ١٣٩ ـ ١٤٠.
٣. الدر المنثور : ٧ / ١٢١.