وهذه الأقوال في حقّ أئمّة الإسلام من الكفر المخالف لدين الإسلام باتّفاق أئمّة السنّة، ومن قال منها شيئاً فإنّه يستتاب منه كما يستتاب نظراؤه ممّن يتكلّم بالكفر كاسـتتابة المرتد إن كان مظهـراً لذلك وإلاّ كان داخلا في مقالات أهل الزندقة والنفاق كأتباع ابن تيميّة اليوم المتستّرين بالسنّة وهم من أعدائهم.
وقبل الشروع في المقصود لابدّ من بيان أن المراد بأهل السنّة والجماعة الأشاعرة والماتريدية.
قال الخيالي (١) في حاشيته على شرح العقائد : الأشاعرة هم أهل السنّة والجماعة، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار، وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على الماتريدية أصحاب الإمام أبي منصور (٢) ، إلى آخره (٣) .
وقال الكستلي (٤) في حاشيته عليه : المشهور من أهل السنّة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار : هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري، أوّل من خالف أبا علي الجبائي ورجع عن مذهبه إلى السنّة أي
____________________
(١) أحمد بن موسى بن شمس الدين الشهير بالخيالي كان متكلماً، فقيهاً، قرأ على أبيه مباني العلوم، له كتب منها حاشية على شرح السعد التفتازاني على عقائد النسفية. توفّي في سنة ٨٦٠ أو ٨٦١ هـ. كشف الظنون ١ : ٢٢١، الأعلام للزركلي ١ : ٢٦٢.
(٢) محمّد بن محمّد بن محمود أبو منصور الماتريدي الحنفي، من أئمّة علماء الكلام، نسبته إلى ماتريد محلة في سمرقند، له مصنّفات منها تأويلات أهل السنّة، توفّي سنة ٣٣٣ هـ. الأعلام للزركلي ٧ : ١٩، الجواهر المضيئة ٢ : ١٣٠.
(٣) حاشية الخيالي على العقائد النسفيّة (مخطوط)، إتحاف السادة المتقين ٢ : ٦.
(٤) مصلح الدين مصطفى بن محمّد القسطلاني الحنفي، القاضي بعسكر روم إيلى، المعروف بكستلي، له تعليقات على التلويح في الاُصول، وحاشيتان على شرح العقائد للنسفي، توفي سنة ٩٠١ هـ. البدر الطالع ٢ : ٣٠٨، شذرات الذهب ٨ : ١١.