طريقة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والجماعة أي طريقة الصحابة رضي الله عنهم. وفي ديار ما وراء النهر : الماتريدية أصحاب أبي منصور الماتريدي تلميذ أبي نصر العباسي تلميذ أبي بكر الجوزجاني صاحب أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمّد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة، إلى آخره (١) .
وقال السيد المرتضى الزبيدي علاّمة عصره (٢) في شرح الإحياء : وليعلم أنّ كلاًّ من الإمامين أبي الحسن وأبي منصور ـ رضي الله عنهما وجزاهما عن الإسـلام خيراً لم يبدعا من عندهما رأياً، ولم يشـتقّا مذهباً إنّما هما مقرّران لمذهب السلف، مناضلان عما كانت عليه أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأحدهما قام بنصرة نصوص مذهب الشافعي وما دلّت عليه، والثاني بنصرة نصوص مذهب أبي حنيفة وما دلّت عليه.
إلى أن قال : فالانتساب إليهما إنّما هو باعتبار أن كلاًّ منها عقد على طريق السلف نطاقاً، وتمسك وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدى به في تلك المسالك والدلائل يسمّى أشعريّاً وماتريديّاً (٣) .
وذكر العزّ بن عبد السلام (٤) : إنّ عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ
____________________
(١) عنه في إتحاف السادة المتّقين ٢ : ٦.
(٢) أبو الفيض محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي، اليمني ثمّ المصري الحنفي، ولد في الهند سنة ١١٤٥ هـ، كثير التصانيف من مؤلَّفاته : تاج العروس، وإتحاف السادة المتقين، توفّي بالطاعون بمصر سنة ١٢٠٥. الغدير ١ : ١٧٥، الأعلام للزركلي ٧ : ٧٠، معجم المؤلّفين ١١ : ٢٨٢.
(٣) إتحاف السادة المتقين ٢ : ٧.
(٤) عز الدين بن عبد السلام أبو محمّد السلمي الدمشقي الشافعي، شيخ المذهب انتهت إليه رئاسة الشافعية، ولي الخطابة بدمشق، وله تصانيف، توفّي سنة ٦٦٠ وقيل : ٦٥٩ هـ. تاريخ الإسلام ٤٦ : ٧٣، الأعلام للزركلي ٣ : ١١٠، ٣٥٤ و ٤ : ٢١.