ريب أنّ هذا قول هؤلاء ـ يعني الأشاعرة ـ وهم لا يصرّحون بذلك; لأنّهم قالوا : يفعل لا لحكمة فيلزمهم تجويز وقوع ذلك منه، وأنّه لو فعل ذلك لم يكن ظالماً. قال : لكن أكثر أهل السنّة لا يقولون بذلك بل عندهم أنّ الله منزّه عن ذلك ومقدّس عنه (١) .
وقال في صفحة ١٣ : ونحن ليس مقصودنا نصر قول من يقول : إنّه يفعل لا لحكمة يعني الأشعري بل هذا القول مرجوح عندنا، وصدّق ابن مطهّر في تشنيعه بأنّ القائل بأنّ الله فاعل لفعل العبد يلزمه القول بأنّ الله فاعل للقبيح، وإذا كان فاعلا للقبيح جاز أن يصدق الكذّاب (٢) .
وعرّض بالأشاعرة في صفحة ١٤ وإنّ قولهم : بأنّ الله لا يفعل شيئاً لحكمة ولا لسبب خلاف الحقّ وأنّ هذا وافقهم عليه جهم (٣) .
وفي صفحة ١٥ : التصريح بأنّ لزوم التكليف بما لا يطاق لتكليف الكافر بالإجماع يلزم الأشاعرة القائلين بأنّ القدرة لا تكون إلاّ مع الفعل (٤) .
وقال في آخر صفحة ١٦ : وغلاة المثبتة أنّهم سلبوا العبد قدرته، قال : وأشدّ الطوائف قرباً من هؤلاء هو الأشعري ومن وافقه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، قال : وقد قلنا غير مرّة نحن لا ننكر أن يكون بعض أهل السنّة من يقول الخطأ (٥) .
ثم في صفحة ١٧ قال : ولكن هذه الشناعات لزمت من لا يفرق بين
____________________
(١) منهاج السنّة ٣ : ٨٩ - ٩٠.
(٢) نفس المصدر ٣ : ٩٦ - ٩٨.
(٣) نفس المصدر ٣ : ٩٨.
(٤) نفس المصدر ٣ : ١٠٣.
(٥) نفس المصدر ٣ : ١٠٩ - ١١٠.