فعل الرّب ومفعوله ويقول مع ذلك : إنّ أفعال العباد فعل الله كما يقول ذلك الجهم بن صفوان وموافقوه والأشعري وأتباعه ومن وافقهم من أتباع الأئمّة، ولهذا ضاق لهؤلاء البحث في هذا الموضع (١) .
وقال في صفحة ٢١ : وكذلك قول من وافق القدرية من أهل الإثبات على أنّ الربّ تعالى لا تقوم به الأفعال، وقال : إنّ الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق كما يقوله الأشعري ومن وافقه فإنّه يلزمه في فعل الذمّ ما لزم القدريّة، ولهذا عامّة شناعات هذا القدري الرافضي هي على هؤلاء (٢) .
وقال في صفحة ٢٩ : أنّ الحبّ والرضا هو الإرادة عند كثير من أهل النظر من المعتزلة والأشعريّة ومن تبعهم من الفقهاء أصحاب أحمد والشافعي وغيرهما، ويجعلونها جنساً واحداً (٣).
إلى أن قال : وهذا القول أي جعل المحبّة والرضا هو المشيّة العامة في الحقيقة هو من أقوال الخارجين عن ملّة إبراهيم من المنكرين لكون الله هو المعبود دون ما سواه (٤) .
أقول : فالأشاعرة عند ابن تيميّة خارجين عن ملّة إبراهيم; لأنّه نصّ على أنّهم جعلوا المحبّة والرضا هو المشية.
وفي صفحة ٣١ قال مشنّعاً : فعندهم هو مريد لكلّ ما خلق وإن كان كفراً، ولم يرد ما لم يخلق وإن كان إيماناً (٥) .
____________________
(١) منهاج السنّة ٣ : ١١٢.
(٢) نفس المصدر ٣ : ١٢٧ - ١٢٨.
(٣) نفس المصدر ٣ : ١٥٨.
(٤) نفس المصدر ٣ : ١٦٥.
(٥) نفس المصدر ٣ : ١٦٩.