الجبريّة في القدر وإن كانوا في الصفات يكفّرون الجهميّة نفاة الصفات لكن هنا سلكوا مسلك جهم، يعني أنكروا الحسن والقبح (١) ، إلى آخر كلامه الشنيع.
وفي صفحة ١١٨ قال : وقالت الجهميّة وأتباعها من الأشعريّة وأمثالهم (٢) . وأطال في التشنيعات.
إلى أن قال : وأنّهم قالوا : كلّ ما في الوجود من كفر وفسوق وعصيان فإنّ الله راض به محبّ له كما هو مريد له (٣) .
وفي صفحة ١١٩ قال : وحقيقة قولهم : إنّ الله لا يحبّ الإيمان ولا يرضاه من الكفّار (٤) .
إلى أن قال : وعندهم أنّ الله يحبّ ما وجد من الكفر والفسوق والعصيان، ولا يحبّ ما لم يوجـد من الإيمان والطاعة كما أراد هذا دون هذا (٥) .
وفي صفحة ١٢٠ شنّع على الأشاعرة بقولهم : إنّ الإرادة واحدة تتعلّق بكلّ حادث (٦).
قال : فلم يبق عندهم يعني الأشاعرة فرق بين جميع الحوادث في الحسن والقبح (٧) .
إلى أن قال : ولهذا يجوز عندهم أن يأمر الله بكلّ شيء حتّى الكفر والفسوق والعصيان، وينهى عن كلّ شيء حتّى عن الإيمان والتوحيد،
____________________
(١و٢) نفس المصدر ٨ : ٢٠٤.
(٣و٤) نفس المصدر ٨ : ٢٠٥.
(٥) نفس المصدر ٨ : ٢٠٥.
(٦و٧) نفس المصدر ٨ : ٢٠٦.