إلى أن قال : وقد يستغيث الشخص بواحد منهم فيتمثّل له الشيطان في صورته إمّا حيّاً وإمّا ميّتاً، وربّما قضى حاجته أو قضى بعض حاجته كما يجري نحو ذلك للنصارى مع شيوخهم، ولعُبّاد الأصنام من العرب والهند والترك وغيرهم. قيل : هذا كلّه ممّا نهى الله عنه ورسوله، وكلّ مانهى الله عنه ورسوله فهو مذموم منهي عنه سواء كان فاعله منتسباً إلى السنّة أو إلى الشيعة، إلى آخر كلامه (١) .
أقول : وسيأتي منه ترتب كلّ هذه الاُمور على من قصد قبر نبي حتّى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو قبر إبراهيم الخليل أيضاً، وكلّ ما ذكره خلاف ما عليه جميع أهل الإسلام.
وفي صفحة ١٣٣ من الجزء الأول أيضاً ما لفظه : أظهر ما يوجد الغلو في طائفتين : في النصارى والرافضة، ويوجد أيضاً في طائفة ثالثة من أهل النسك والزهد والعبادة الذين يغلون في شيوخهم ويشركون بهم، انتهى (٢) .
وفي صفحة ١٤٧ قال : كالذي يحيل بعض العامّة على أولياء الله رجالِ الغيب، ولا رجال الغيب عنده إلاّ أهل الكذب والمكر الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدّون عن سبيل الله، أو الجنّ، أو الشياطين الذين يحصل بهم لبعض الناس أحوال شيطانيّة، انتهى (٣) .
وفي صفحة ٢٢٩ قال : فإنّ هذا يعني دعوى الشيعة أنّ النبيّ لايسهو، لاأعلم أحـداً يوافقهـم عليه، اللّهم إلاّ أن يكون من غلاة جهّال النسّاك، فإنّ بينهم وبين الرافضة قدراً مشتركاً في الغلو وفي الجهل والانقياد لما
____________________
(١) منهاج السنّة ١ : ٤٨٣.
(٢) نفس المصدر ١ : ٤٨٦.
(٣) نفس المصدر ١ : ٥٥٢.