لايعلم صحته، والطائفتان تُشبهان النصارى في ذلك (١) .
وذكر في الجزء الثاني في صفحة ٣١ ما لفظه : وأمّا الذين أثبتوا أنّه محبوب، وأنّ محبّته لغيره بمعنى مشيئته، فهؤلاء ظنّوا أنّ كلّ ما خلقه فقد أحبّه، وهؤلاء قد يخرجون إلى مذهب الإباحة فيقولون : إنّه يحبّ الكفر والفسوق والعصيان ويرضى ذلك، وإنّ العارف إذا شهد هذا المقام لم يستحسن حسنة ولن يستقبح سيّئة لشهوده القيومية العامّة، وخلق الربّ لكلّ شيء، وقد وقع في هذا طائفة من الشيوخ الغالطين من شيوخ الصوفيّة والنظّار، وهو غلط عظيم (٢) .
وفي صفحة ٨٥ قال : وهو من جنس الهدى والإيمان الذي يُدَّعى برجال الغيب بجبل لبنان وغيره من الجبال مثل جبل قاسيون بدمشق ومغارة الدمّ وجبل الفتح بمصر، ونحو ذلك من الجبال والغيران، فإنّ هذه المواضع يسكنها الجن ويكون بها الشياطين، ويتراءون أحياناً لبعض الناس، ويغيبون عن الأبصار في أكثر الأوقات، فيظنّ الجهال أنّهم رجال من الإنس، وإنّما هم رجال من الجنّ كما قال تعالى : ( وأنّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَال مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقَاً ) (٣) وهؤلاء يؤمن بهم وبمن ينتحلهم من المشايخ طوائف ضالون (٤) .
وفي صفحة ٨٩ ولم يحصل منفعة لا في الدين ولا في الدنيا مثل كثير من النساك الذين يشترطون في الشيخ أن يعلم اُموراً لا يكاد يعلمها أحد
____________________
(١) منهاج السنّة ٢ : ٤٥٣.
(٢) نفس المصدر ٣ : ١٦٧.
(٣) سورة الجنّ ٧٢ : ٦.
(٤) منهاج السنّة ٣ : ٣٧٩.