من البشر، فيصفون الشيخ بصفات من جنس صفات المعصوم عند الإماميّة، فمنتهى هؤلاء اتّباع شيخ ظالم أو جاهل واتّباع هؤلاء لمتولٍّ ظالم جاهل.
إلى أن قال : وهكذا مَن غلا في الزهد والورع حتّى خرج عن حد العدل الشرعي ينتهي أمره إلى الرغبة الفاسدة وانتهاك المحارم كما قد رُؤي ذلك وجُرّب، انتهى (١) .
ولا مثل الحطّ في مشايخ الحقيقة مشايخ الإسلام، فإنّه صريحاً نفى أن يكون وجد في الدنيا شيخاً بالصفة التي ذكروها، وإن كلّ من اعتقدوا فيه أنّه شيخ فهو شيخ ظالم أو جاهل فتدبّر حقيقة ابن تيميّة يا من له غيرة الطريقة.
وفي صفحة ١٠٩ قال : وإنّما هم ـيعني الشيعة في انتسابهم إلى اُولئك الأئمّة بمنزلة أتباع كثير من أتباع شيوخهم الذين ينتسبون إلى شيخ قد مات من مدّة ولم يدروا بماذا أمر ولا عمّاذا نهى، بل لهم أتباع يأكلون أموالهم بالباطل، ويصدّون عن سبيل الله، يأمرونهم بالغلو في ذلك الشيخ وفي خلفائه، وأن يتخذوهم أرباباً، إلى آخر تشنيعاته (٢) .
وفي صفحة ١١٠ وكان ينبغي أن يكون الشيوخ الكذّابون الذين يضمنون لمريدهم الجنّة، وأنّ لهم في الآخرة كذا وكذا، وأنّ كلّ من أحبّهم دخل الجنّة، وأنّ من أعطاهم المال أعطوه الحال الذي يقربه إلى ذي الجلال، أولى من اتّباع ذوي العلم والصدق والعدل، إلى آخره (٣) .
____________________
(١) منهاج السنّة ٣ : ٤٠٠.
(٢) نفس المصدر ٣ : ٤٨٩.
(٣) نفس المصدر ٣ : ٤٩٤.