وفي صفحة ١٩١ قال : وكذلك شيوخ الزهد إذا أراد الرجل أن يقدح في بعض الشيوخ ويعظّم آخر وذلك أولى بالتعظيم وأبعد عن القدح، كمن يفضّل أبا يزيد (١) ، والشبلي (٢) وغيرهما ـممن يُحكى عنه نوع من الشطح على مثل الجنيد (٣) وسهل بن عبد الله التستري (٤) وغيرهما ممن هو أولى بالاستقامة وأعظم قدراً، وذلك لأنّ هؤلاء من جهلهم يجعلون مجرّد الدعوى العظيمة موجبة لتفضيل المدعي، ولا يعلمون أنّ تلك غايتها أن
____________________
(١) طيفور بن عيسى بن آدم بن علي البسطامي، أبو يزيد الصوفي المشهور، كان مجوسياً ثمّ أسلم، وله أخوان صفويان أيضاً، آدم وعلي، وكان أبو يزيد أجلّهم، توفّي ـ على ما قاله الذهبي ـ في حدود الثلاثمائة، وقال ابن خلّكان : توفّي سنة ٢٦١هـ ولعلّه وفاة البسطامي الأكبر دون الأصغر. الرسالة القشيرية ١ : ١٠٠، وفيات الأعيان ٢ : ٤٣٦ / ٣١٢، تاريخ الإسلام ٢٠ : ٧٣، طبقات الصوفية ١ : ٦٥١ / ٢٥٧.
(٢) أبو بكر الشبلي، الصوفي المشهور، صاحب الأحوال. اسمه دلف بن جحدر، وقيل : جعفر بن يونس، وقيل : جعفر بن دلف، أصله من اشبلية، وهي قرية من بلاد أشروسنة من خراسان، حضر الشبلي مجلس بعض الصوفيين فتاب ثمّ صحب الجنيد. وكان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، توفّي ببغداد سنة ٣٣٤ هـ. حلية الأولياء ١ : ٣٦٦ / ٦٤٦، معجم البلدان ٣ : ٣٢٢، الرسالة القشيرية : ٢٥ - ٢٦.
(٣) أبو القاسم بن محمّد بن الجنيد الخزاز القواريري الصوفي المشهور، أصله من نهاوندومولده ومنشؤه العراق، وكان شيخ وقته وفريد عصره، تفقه على أبي ثور، توفّي سنة ٢٩٨ هـ ودفن عند قبر خاله سرى السقطي. الفهرست لابن النديم : ٢٦٤، حلية الأولياء ١٠ : ٢٥٥ / ٥٧١، وفيات الأعيان ١ : ٣٤٦ / ١٤٤، طبقات الصوفيّة القسم الثاني : ٥٧١ / ٢٤٠.
(٤) ابن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التستري أبو محمّد، صوفي مشهور، صحب خاله محمّد بن سوار، ولقي في الحجّ ذا النون المصري وصحبه، سكن البصرة زماناً وعبادان مدّة، توفّي سنة ٢٨٣ هـ. وقيل : ٢٧٣. الفهرست لابن النديم : ٢٦٣، حلية الأولياء ١٠ : ١٨٦ / ٥٤٦، الوافي بالوفيات ١٦ : ١٦ / ١٩، العبر ١ : ٤٠٧، طبقات الصوفية القسم الثاني : ٦٣٣ / ٢٥٤، طبقات الشعراني ١ : ٧٧.