عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدعون محبته، لأنّ محبتهم من جنس محبّة المشركين قال الله فيهم : ( وَمَا كَانَ صَلاتهم عِندَ البَيتِ إلاّ مُكَاءً وَتَصدِيَة ) (١) ولهذا يحبّون القصائد أعظم ممّا يحبّون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم والاستغاثة بهم عند قبورهم وفي حياتهم في مغيبهم أعظم ممّا يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت، وهذا كلّه من فعل الشرك ليس من فعل المخلصين لله دينهم (٢) .
وفي ٨٤ شبّه الجهميّة والأشعريّة باليهود، والصوفيّة بالنصارى وأكثر التشنيع عليهم.
إلى أن قال : وكثير من هؤلاء يظنّ أنّه يصل برياضته واجتهاده في العبادة وتصفيّة نفسه إلى ما وصلت إليه الأنبياء من غير اتّباع لطريقتهم، وفيهم طوائف يظنّون أنّهم صاروا أفضل من الأنبياء، وأنّ الولي الذي يظنّون هم أنّه الولي أفضل من الأنبياء، وفيهم من يقول : إنّ الأنبياء والرسل إنّما يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء، ويدّعي في نفسه أنّه خاتم الأولياء، ويكون ذلك العلم هو حقيقة قول فرعون، إلى آخره (٣) .
والذي في أوّل صفحة ٨٤ قال : وهؤلاء أي الصوفيّة فيهم شَبَهٌ من النصارى، وفيهم شرك من جنس شرك النصارى (٤) .
وفي صفحة ٨٥ ما لفظه : وكذلك في جنس المبتدعة الخارجين عن الكتاب والسنّة من أهل التعبّد والتصوّف، منهم طوائف من الغلاة يدعون
____________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٣٥ .
(٢) منهاج السنّة ٥ : ٣٢٥ - ٣٢٩.
(٣) نفس المصدر ٥ : ٣٣٢ - ٣٣٣.
(٤) نفس المصدر ٥ : ٣٢٩.