الإلهية ودعوى ما هو فوق النبوّة (١) .
وفي صفحة ١٠٧ ما لفظه : أمّا الطريقان المبتدعان :
فأحدهما : طريق أهل الكلام البِدعيّ والرأي البِدعيّ، فإنّ هذا فيه باطل كثير، وكثير من أهله يفرّطون فيما أمر الله به ورسوله من الأعمال، فيبقى هؤلاء في فساد علم وفساد عمل، وهؤلاء منحرفون إلى اليهوديّة الباطلة.
والثاني طريق أهل الرياضة والتصوّف والعبادة البِدعيّة، وهؤلاء منحرفون إلى النصرانيّة الباطلة، فإنّ هؤلاء يقولون : إذا صفّى الإنسان نفسه على الوجه الذي يذكرونه فاضت عليه العلوم بلا تعلم، وكثير من هؤلاء تكون عبادته مبتدعة بل مخالفة لما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم .
إلى أن قال : وكثير من أهل النظر يزعمون أنّه بمجرّد النظر يحصل العلم بلا عبادة ولا دين ولا تزكية للنفس، وكثير من أهل الإرادة يزعمون أنّ طريقة الرياضة بمجرّدها تحصل المعارف بلا تعلم ولا نظر ولا تدبّر للقرآن والحديث، وكلا الفريقين غالط (٢) .
وفي الجزء الرابع في صفحة ١١٦ حطّ على العرفاء ونسبهم إلى أعظم الكفر والكذب، وذكر أنّ لهم أحوالا شيطانيّة، وأنّ الشياطين الذين يغترّون بهم (٣) قد تخبرهم ببعض الغائبات، وتفعل بعض أغراضهم، وتقضي حوائجهم، ويظنّ كثير من الناس أنّهم بذلك أولياء [الله] وإنّما هم من
____________________
(١) منهاج السنّة ٥ : ٣٣٤.
(٢) نفس المصدر ٥ : ٤٢٨ - ٤٢٩.
(٣) في المصدر : والشياطين التي تقترن بهم...