من يدّعي ذلك وكذلك، أنكر رجال الغيب وشبّههم بالشياطين فراجع (١) .
وذكر في كتابه المسمّى بالفرقان بين الحقّ والباطل في آخره وختم به الرسالة، قال : وهم في ذلك بمنزلة ما يعظّمه العبّاد والزهّاد والفقراء والصوفيّة من الخوارق الشيطانيّة، ويفضّلونها على العبادات الشرعيّة والعبادات الشرعيّة هي التي معهم من الإسلام، وتلك كلّها باطلة وإن كانت أعظم عندهم من العبادات حتّى يقولوا : نهاية الصوفي ابتداء الفقيه ونهاية الفقيه ابتداء المُوَلّه..
وكذلك صاحب منازل السائرين (٢) يذكر في كلّ باب ثلاث درجات :
فالاُولى وهي أهونها عندهم توافق الشرع في الظاهر.
والثانية قد توافق الشرع وقد لا توافقه.
والثالثة في الأغلب تخالف لا سيّما في التوحيد والفناء والرجاء ونحو ذلك.
وهذا الذي ابتدعوه هو أعظم عندهم ممّا وافقوا فيه الرُسُل، وكثير من العبّاد يفضّل نوافله على أداء الفرائض وهذا كثير (٣) ، انتهى.
وحاصل كتابه الفرقان إبطال أصول أهل السنّة والجماعة من المتكلّمين والصوفيّة.
ومن تشنيعاته الكذبيّة ما ذكره في رسالة زيارة بيت المقدّس وهي من جملة الجزء الثاني من مجموعة الرسائل الكبرى المطبوعة بمصر.
____________________
(١) منهاج السنّة ٨ : ٢٥٩ - ٢٦١.
(٢) هو كتاب في الأخلاق العملي وبيان منازل السير والسلوك، صنّفها الشيخ عبد الله بن محمّد بن إسماعيل الأنصاري الهروي الحنبلي الصوفي، المتوفّى سنة ٤٨١ هـ. كشف الظنون ٢ : ٥٠٣ / ٢٦٠، هدية العارفين ١ : ٤٥٢.
(٣) رسالة الفرقان بين الحقّ والباطل ١ : ١٠٦، مجموعة الفتاوى ٣ : ٢٢٩.