وكان يطلب أن يصير نبيّاً، وجدّد غار حرّاء الذي نزل فيه الوحي على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ابتداء، وحكي عنه (١) أنّه كان يقول : لقد ذَرِب ابن آمنة حيث قال : «لا نبي بعدي» (٢) ، وكان بارعاً في الفلسفة وفي تصوّف المتفلسفة (٣) وما يتعلّـق بذلك، وهـو وابن عربي وأمثالهمـا كالصـدر القونوي (٤) ، وابن الفارض، والتلمساني (٥) ، منتهى أمرهم القول بوحدة الوجود [وأنّ الوجود] (٦) الواجب القديم الخالق هو الوجود الممكن المُحدَث المخلوق،
____________________
(١) انظر : تاريخ الإسلام للذهبي ٤٩ : ٢٨٣.
(٢) مسند أحمد ١ : ١٨٤ و ٢ : ٢٩٧ و ٣ : ٣٢ و ٥ : ٢٧٨، ٣٩٦، صحيح البخاري ٤ : ٦٣٤ / ١٦٠٤، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧١ / ٣١ - ٣٢.
(٣) في نسخة : التصوّف الفلسفي.
(٤) صدر الدين أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يوسف بن علي القونوي الرومي الصوفي على مذهب أهل الوحدة. شيخ الاتّحاد بقونية، صحب ابن العربي، وقرأ كتاب جامع الاُصول على شرف الدين يعقوب الهذياني، ورواه عنه الشيخ قطب الدين الشيرازي، له مصنّفات في السلوك، فمن ذلك النفحات وتحفة الشكور وتجليّات وتفسير سورة الفاتحة، له مراسلات مع الخواجه نصير الدين الطوسي المسمّى بالمفارضات، توفّي سنة ٦٧٣ أو ٦٧٢ أو ٦٧١ هـ. الوافي بالوفيات ٢ : ٢٠٠ / ٥٧٢١، طبقات الشافعية للسبكي ٨ : ٤٥ / ١٠٦٩، الطبقات الكبرى للشعراني ١ : ٢٠٣، الأعلام للزركلي ٦ : ٣٠.
(٥) أبو الربيع سليمان بن علي، المنطقي الأديب المتقن في علوم النحو والأدب والفقه والاُصول، عفيف الدين التلمساني، كان كوميّ الأصل ـمن قبيلة كومة تنقّل في بلاد الروم، وسكن دمشق فباشر فيها بعض الأعمال، وكان يدّعي العرفان ويتصوّف ويتكلّم على اصطلاح القوم، يتّبع طريقة ابن العربي في أقواله وأفعاله، ونسبه جماعة إلى رقة الدين والميل إلى مذهب النصيرية. له من التصانيف : شرح أسماء الحسنى، وشرح منازل السائرين، وشرح الفصوص، وله ديوان مشهور. توفّي في دمشق سنة ٦٩٠ هـ ودفن بمقابر الصوفية. تاريخ الإسلام للذهبي ٥ : ٤٠٦، الوافي بالوفيات ١٥ : ٤٠٨ / ٥٥٧، الأعلام٣ : ١٣٠، طبقات الصوفية ٢ : ٤٢٠ / ٥١٢.
(٦) ما بين المعقوفين من المصدر.