وفي صفحة ١٧٥ سبّ اليونسيّة (١) ، والأحمديّة (٢) ، وجعلهم خنازير (٣) .
أقول : حكى التاج السبكي في الطبقات الكبرى عن أبي تراب : أنّ مَن لم يؤمن بكرامات الصوفيّة فقد كفر. قال التاج : إنّ الكرامات حقّ وقول أبي تراب : من لم يؤمن بها فقد كفر، بالغ في الحطّ على منكرها، وقد يؤوّل لفظة الكفر في كلامه ويحمل على أنّه لم يَعْنِ الكفر المخرِج عن الملّة ولكنّه كفر دون كفر، قال : وإنّي لأعجب أشدّ العجب من منكرها وأخشى عليه مقت الله (٤) ، انتهى.
وقد عرفت تشنيعات ابن تيميّة على كبار الصوفيّة.
وفي صفحة ١٧٨ قال : وهذه هي الاُصول العقليّة التي يعتمدون عليها هم ومن يوافقهم كالقاضي أبي يعلى وأبي المعالي، وأبي الوليد الباجي (٥)
____________________
(١) فرقة من المرجئة، ينتمون إلى يونس النمريّ وكان يزعم أنّ الإيمان هو المعرفة بالله عزّ وجلّ، والخضوع له، وهو ترك الاستكبار عليه، والمحبّة له، فمن اجتمعت فيه هذه الخلال فهو مؤمن. وزعم أنّ إبليس كان عارفاً بالله عزّوجلّ غير أنّه كفر باستكباره عليه. الملل والنحل ١ : ٣١٥، الأنساب للسمعاني ٥ : ٦٢٩ ذيل ترجمة ١١٥٠٦، شرح المواقف للجرجاني ٨ : ٣٨٧، الوافي بالوفيات ٢٩ : ١٨٣ / ٢١٩.
(٢) فرقة تُنسب إلى علي بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعي المغربي أبو العباس مؤسس الطريقة الرفاعية، شافعيّ المذهب، انضمّ إليه خلق من الفقراء وأحسنوا فيه الاعتقاد ويقال لهم : الأحمدية والبطائحية ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات حية، والنزول إلى التنانير وهي تتضرم، ذكرها ابن بطوطة في رحلته، توفّي سنة ٥٧٨ هـ. الوافي بالوفيات ٧ : ٢١٩ / ٣١٧٧، النجوم الظاهرة ٦ : ٨٤، طبقات الشافعية للأسنوي ١ : ٢٩٠ / ٥٤٤، الكنى والألقاب ٢ : ٢٤٨. رحلة ابن بطوطة ٢ : ١٠.
(٣) مجموعة الفتاوى ١٣ : ١٢٠.
(٤) الطبقات الكبرى ٢ : ٣١٥.
(٥) سلمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجبيبي، الاُندلسي الباجي، المالكي، الفقيه الاُصولي المتكلم المفسّر الأديب الشاعر، رحل إلى بلاد المشرق فسمع هناك