التي ابتدعها هؤلاء وهؤلاء باطلة في العقل والشرع، انتهى (١) .
فصار حاصله إبطال اُصول كلّ فرق أهل السنّة، فالرجل خارج عنهم، والخارج عنهم ليس من أهل السنّة.
وفي رسالة معارج الوصول المطبوعة أيضاً في الجزء الأوّل من مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيميّة في صفحة ١٨٠ وهي أوّل صفحات معارج الوصول ذكر شنايع على الفارابي، وأمثاله مثل بشر بن فاتك، ثمّ على ابن سينا ثمّ على علماء الكلام، ثمّ على علماء المكاشفة، وفي الصفحة التي بعدها شنّع على أبي حامد الغزالي، ثمّ على ابن سينا، ثمّ على ابن رشد الحفيد (٢) .
أقول : فمحصول هذه الفصول من كلامه أنّه عدوّ الإسلام، وكذا كتب إليه الشيخ الإمام نصر المنبجي في طي كلامه المتقدّم نقله في الشهادات، قال : فهو سائر زمانه يسبّ الأوصاف والذوات، ولم يقنع بسبّ الأحياء حتّى حكم بتكفير الأموات، ولم يكفه التعرّض على من تأخّر من صالحي السلف حتّى تعدّى إلى الصدر الأوّل ومن له أعلى المراتب في الفضل، فياويح مَن هؤلاء خصماؤه يوم القيامة، وهيهات أن لا يناله غضب وأنّى له السلامة، إلى آخر ما تقدّم (٣) .
وقال ابن حجر في الفتاوى الحديثيّة بعد نقله لكلام ابن تيميّة في
____________________
والبلخي منسوب إلى بلخ إحدى مدن خراسان. تنسب إليه الطائفة الكعبية منهم توفّي سنة ٣١٧ أو ٣١٩ هـ. سير أعلام النبلاء ١٤ : ٣١٣ / ٢٠٤، الوافي بالوفيات ١٧ : ٢٥ / ٢١، الأعلام للزركلي ٤ : ٦٥.
(١) مجموعة الفتاوى ١٣ : ١٢٢ - ١٢٣.
(٢) نفس المصدر ١٩ : ٨٥ - ٨٦.
(٣) تقدّم في المقصد الأول في الشهادات في ص : ٧٠ - ٧١.