يقتل، وإن لم يكن تنقيصـاً لا يعزّر، وقـد تقـدّم تمـام الكلام في الشـهادات (١) .
ومنهم : الإمام العلاّمة قاضي القضاة شيخ الإسلام إمام المجتهدين سيف المناظرين تقي الدين أبو الحسن عليّ بن عبد الكافي السبكي، قال ابن فضل الله العمري في كتابه مسالك الأبصار في أخبار ملوك الأمصار في أثناء ثنائه على التقي السبكي : قام حين خلّط على ابن تيميّة الأمر، وسوّل له قرينه الخوض في ضحضاح ذلك الجمر، حين سدّ باب الوسيلة، وأنكر شدّ الرحال لمجردّ الزيارة، وقطع رحمها، وما برح الإمام السبكي يدلج ويسير حتّى نصر صاحب ذلك الحمى الذي لا ينتهك نصراً مؤزّراً، وكشف من خبء الضمائر في الصدر عنه صدراً موغراً، فأمسك ما تماسك من باقي العُرى، وحصّل أجراً في الدنيا وفي الآخرة يرى، حتّى سهّل السبيل إلى زيارة صاحب القبر عليه الصلاة والسلام، وقد كادت تزوّر عنه [قسراً] (٢) صدور الركائب، وتجرّ قهراً أعنّة القلوب وهي لوائب، بتلك الشبه التي كادت شرارتها تعلق بحداد الأوهام، وتمدّ غيهب صداها صدأ على مزايا الأفهام ، وهيهات كيف يزار المسجد ويخفى صاحبه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أيخفيه الإبهام ، أو تذاد المطى عنه وهي تتراشق إليه كالسهام، ولولاه عليهالسلام لما عرف تفضيل ذلك المسجد، ولا يمّم إلى ذلك المحل مؤمل (٣) المغير ولاالمنجد ، ولولاه لما قدّس الوادي، ولا اُسّس على التقوى مسجد في ذلك النادي ، وكذلك قبلها، شكر الله له، قام في لزوم ما انعقد عليه
____________________
(١) راجع ص : ٦٥ ـ ٦٦، الدرر الكامنة ١ : ٩٣.
(٢) عن المصـدر.
(٣) في المصدر : تأميل بدل : مؤمل.