الإجماع، وبعد الظهور بمخالفته الأطماع..
ومنع في مسألة الطلاق أن تجري في الكفّارة مجرى اليمين، وأن يجلى في صورة إن حقّقت لا بيمين (١) ، خوفاً على محفوظ الأنساب ومحفوظ الأحساب، لمّا كانت تؤدى إليه هذه العظيمة، وتستولي عليه هذه المصيبة العميمة..
وصنّف في الردّ على هاتين المسألتين كتابيه، بل جرّد سيفه، وأرهف دبابه (٢) ، وردّ القِرن وهو ألد خصيم، وشدّ عليه وهو يشدّ على غير هزيم، وقابله وهو العثير الذي يغشي الأبصار (٣) ، وقاتله وكم جَهِد جهد (٤) ما يثبت البطل لعليٍّ وفي يديه ذو الفقار.
وتطاعنا وتواقفت خيلاهما |
|
وكلاهما بطل اللّقاء مقنّع (٥) |
وما زال حتّى تقطّرت الصفاح، وتقصّرت (٦) الرماح، وتخفيت (٧) الكلم الأدلّة، وجفّ القلم حتّى لم يبق فيه بلّة، وانجلت غياهب ذلك الغين، وتبرق فيه صفحات الحقّ السوي والحظّ السعيد النبوي والنصر المحمدي إلاّ أنّه بالفتوح العلوي يجاهد، أيّد صاحب الشريعة وآزره، وردّ على من سدّ باب الذريعة وخذل ناصره، وأمضى يسابق إليه مرمى طرفه،
____________________
(١) حكاه عنه التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ١٠ : ١٤٩ - ١٥٠. وفي المصدر : وأن تجلى في صورة إن حقّقت لا تبين.
(٢) في المصدر : ذبابيه.
(٣) هكذا في نسخة من المصدر وفي المطبوع : وهو الشمس التي تعشي الأبصار.
(٤) ليست في المصدر.
(٥) البيت لأبي ذؤيب الهذلي انظر أشعار الهذليين ١ : ٣٨، وفيه :
فتنازلا وتواقفت خيلاهما |
|
وكلاهما بطل اللّقاء مقنّع |
(٦) في المصدر : تقصّفت .
(٧) في المصدر : تحيّفت.