مالك والشافعي وأحمد وغيرهم (١) .
وقال ابن القشيري (٢) : إنّ هؤلاء الذين يمنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه غير أنّهم يدلّسون ويقولون : له يد لا كالأيدي، وقدم لا كالأقدام، واستواء بالذات لا كما نعقل فيما بيننا، إلى آخر كلامه (٣) .
وقال اليافعي في مرآة الجنان في ترجمة ابن مندة (٤) ما لفظه : فأمّا إذا اعتقد الحركة والنزول والجارحة فصريح في التجسيم (٥) . انتهى.
وستعرف نصوص ابن تيميّة بـ : اعتقاد الحركة، والنزول، والجارحة، وقيام الحوادث بذات الربّ، وبقدم نوع العالم، ويقول بالتركيب والتشبيهوالتجسيم والجهة على أقبح الوجوه التي قالها أسلافه الحشويّة، فيكون من أوضح مصاديق من يكفّره الأشعريّة، وأصحاب الأئمّة الأربع، وليس أهل السنّة والجماعة إلاّ هم، كما نصّ عليه العزّ بن عبد السلام في عقيدته وغيره، وقد تقدّم في أوّل المقصد الثاني ما يدل على ذلك (٦)..
____________________
(١) منهاج السنّة ٥ : ٢٣٩.
(٢) أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام شيخ الصوفية أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، المفسر العلاّمة، النحوي المتكلم، وكان أحد الأذكياء، لازم إمام الحرمين، توفّي سنة ٥١٤ هـ. سير أعلام النبلاء ١٩ : ٤٢٤ / ٢٤٧، طبقات الشافعية الكبرى ٧ : ١٥٩ / ٨٧٠، إيضاح المكون ٢ : ٦٠٦.
(٣) حكاه الزبيدي في اتحاف المتقين عن التذكرة الشرقيّة للقشيري ٢ : ١١١.
(٤) أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحى بن منده العبدي الأصبهاني، صاحب التصانيف، حدث عن أبيه، فأكثر وارتحل إلى بغداد فسمع بها من كثير، توفّي سنة ٤٧٠ هـ. قال الذهبي : فيه تسنن مفرط، أوقع بعض العلماء في الكلام في معتقده، وتوهّموا فيه التجسيم، وهو بريء منه. وكان يذهب إلى الجهر بالبسملة في الصلاة. سير أعلام النبلاء ١٨ : ٣٤٩، الأعلام للزركلي ٣ : ٣٢٧.
(٥) مرآة الجنان ٣ : ١٠٠.
(٦) راجع ص : ١١٥ و بعدها.