وفي الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني أنّه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال : كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم (١) .
والموجود في منهاجه في (صفحة ٢٦٢) من الجزء الأوّل ما لفظه : وأمّا حديث النزول إلى سماء الدنيا كلّ ليلة، فهي الأحاديث المعروفة الثابتة عندأهل العلم بالحديث، وكذلك حديث دنوّه عشيّة عرفه رواه مسلم في صحيحه، وأمّا النزول ليلة النصف من شعبان ففيه حديث اختلف في إسناده (٢) .
ثمّ إنّ جمهور أهل السنّة يقولون : إنّه ينزل ولا يخلوا منه العرش، كما نقل مثل ذلك عن إسحاق بن راهويه (٣) ، وحمّاد بن زيد (٤) ، وغيرهما، ونقلوه عن أحمد بن حنبل في رسالته إلى أبي مسدّد (٥) ، وهم متفقون على
____________________
(١) الدرر الكامنة ١ : ٩٣ / ٤٠٩.
(٢) منهاج السنّة ٢ : ٦٣٧، وانظر صحيح مسلم ٢ : ٩٨٢ / ٤٣٦، وسنن ابن ماجة ١ : ٤٤٤، وفضائل الأوقات للبيهقي : ١١٨.
(٣) إسحاق بن إبراهيم بن مخلّد بن إبراهيم المروزي، المعروف بابن راهويه (أبويعقوب) محدّث، فقيه، رحل إلى الحجاز والعراق، وروى عنه يحيى بن آدم، ومن أقرانه أحمد بن حنبل. له : المسند، وكتاب التفسير، توفّي سنة ٢٣٧ أو ٢٣٨ هـ.
سير أعلام النبلاء ١١ : ٣٥٨ / ٧٩، طبقات الشافعية الكبرى ٢ : ٨٣ / ١٩، معجم المؤلِّفين ٢ : ٢٢٨.
(٤) ابن درهم أبو إسماعيل الأزدي (الأزرق) مولى آل جرير بن حازم الجهضمي البصري، الأزرق الضرير، أحد الأعلام، العلاّمة الحافظ، محدّث الوقت، أصله من سجستان، كان عثمانياً، سمع من أنس بن سيرين وعمرو بن دينار وغيرهما، روى عنه سفيان، وشعبة وغيرهما، مات سنة ١٧٩ هـ. ذكر الذهبي كلمات العلماء في مدحه فراجع. الطبقات لابن سعد ٧ : ٢٨٦، التاريخ الكبير للبخاري ٣ : ٢٧ / ٢٩٩٤، سير أعلام النبلاء ٧ : ٤٥٦ / ١٦٥، الأعلام للزركلي ٢ : ٢٧١.
(٥) انظر طبقات الحنابلة لأبي يعلى ٢ : ٤٢٥ / ٤٩٤.