أقول : قال جلال الدين السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى في صفحة ٢٠٣ من الجزء الثاني المطبوع بحيدر آباد الهند ما لفظه بحروفه : قال العلماء : محل الخلاف في التفضيل بين مكّة والمدينة في غير قبره الشريف صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمّا هو فأفضل من الكعبة، بل ذكر ابن عقيل الحنبلي أنّه أفضل من العرش (١) . انتهى.
فقول ابن تيميّة : إنّما هي بيوت الشرك» تنقيص في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتنقيص من مشهده الشريف بالضرورة، وتعظيم مشهد رسول الله ومشاهد الأنبياء وآثارهم من تعظيم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب، والمنع من تعظيمها، ووصفها بـ : بيوت الشرك وبيوت الشياطين من أقبح الكفر والتنقيص لأنبياء الله.
وقد ذكر المحروم في منهاج السنّة في الجزء الأوّل منه في صفحة ١٣١ وصفحة ١٣٣ نحو هذه الكفريات والخرافات فراجعه وتدبّر (٢) .
وقال في رسالة مناسك الحجّ : والزيارة البدعة أن يكون مقصود الزائر يطلب حوائجه من ذلك الميت، أو يقصد الدعاء عند قبره، أو يقصد الدعاء به (٣) .
وقال في الوصيّة الكبرى في صفحة ٢٩١ من الجزء الأوّل من مجموع رسائله الكبير ما لفظه : إنّ من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان التعظيم للقبور بالعبادة ونحوها، قال الله تعالى في كتابه : ( وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ
____________________
(١) انظر الخصائص الكبرى (طبعة دار الكتب العلمية بيروت) ٢ : ٢٠٣.
(٢) منهاج السنّة ١ : ٤٧٤ - ٤٨٦.
(٣) مجموعة الفتاوي ٢٦ : ٨٢.