يكفّره بها الخوارج، وذكر خلافته وذمّها، وشنّع عليه بخروجه عن المدينة وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ المدينة تنفى خَبَثها» (١) ، وأنّه استحلّ دماء المسلمين وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رئاسته وقد قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (٢) ، وقال : «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» (٣) ، وذكر أنّه كان مخذولا لأنّ قتاله لم يكن لله، إلى غير ذلك ممّا ستقف عليه تفصيلا.
فقد قال في الجزء الرابع من منهاجـه الذي سمّاه منهاج السنّة في صفحة ٢١٨ ما لفظه : وأمّا إسـلام عليّ فهل يكون مخرجـاً من الكفر؟ على قولين مشهورين ، ومذهب الشـافعي (٤) أنّ إسلام الصبي غير مخرج له من الكفر (٥) .
أقول : أوّلا : إنّ ذكر عليّ والأئمة من ولده : بالمكروه أذيّة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومؤذيه كافر بالاتّفاق، والكافر يقتل.
____________________
(١) مسند أحمد ٣ : ٣٠٦، مسند أبي داوُد الطيالسي : ٢٣٨ / ١٧١٤، أُصول السرخسي ١ : ٣١٤، القواعد والفوائد للشهيد الأول ٢ : ١٢٠، فتح الباري ١ : ٢٦٩.
(٢) مسند أحمد ١ : ٣٨٥، صحيح البخاري ١ : ٨٧ / ٤٧ الباب ٣٧، سنن ابن ماجة ١ : ٢٧ / ٦٩ و ٢ : ١٢٩٩ / ٣٩٣٩، سنن الترمذي ٣ : ٢٣٨ / ٢٠٤٩، سنن النسائي ٧ : ١٢١.
(٣) سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٠٠ / ٣٩٤٢، سنن أبي داوُد ٤ : ٢٢١ / ٤٦٨٦، سنن الترمذي ٣ : ٣٢٩ / ٢٢٨٩.
(٤) شرح السير الكبير للسرخسي ١ : ٢٠٢، تفسير الرازي ١١ : ٤، كشف المراد للعلاّمة الحلّي : ٣٨٨. مجموع النووي ١٩ : ٢٢٣، الشرح الكبير لابن قدامة ١٠ : ٨٣.
(٥) منهاج السنّة ٨ : ٢٨٦.