قال العلاّمة الأجهوري (١) نقلا عن التلمساني (٢) في حاشيته على الشفا في الفصل السادس والعشرين من أبواب المعجزات : إنّ أبا طالب حمى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله وفعله، وفي ذكره بالمكروه أذيّة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومؤذيه كافر، والكافر يقتل، وكذا القول في أبويه صلوات الله عليهم (٣) .
وقال التلمساني في حاشيته على الشفا عند ذكر أبي طالب عليهالسلام : قيل : إنّه أسلم، والأكثر أنّه لم يسلم، ولا ينبغي ذكره إلاّ في حماية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بالمكروه أذيّة له، ومؤذيه كافر، والكافر يقتل (٤) .
وروى الطبراني والبيهقي : أنّ بنت أبي لهب ـواسمها سبيعة وقيل : درّة قدمت المدينة مسلمة مهاجرة، فقال عمر : لا تغني عنك هجرتك أنت بنت حطب النار. فتأذّت من ذلك فذكرته للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاشتدّ غضبه، ثمّ قام على المنبر فقال : «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، مَن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عزّوجلّ» (٥) .
____________________
(١) عطيّة بن عطيّة البرهاني القاهري المصري الضرير، من كبار الشافعيّة : ولد بأجهور الورد من قرى مصر، قدم القاهرة وأخذ من علمائها، ثمّ تصدّى للتدريس والتأليف، توفّي سنة ١١٩٠ هـ. الأعلام للزركلي ٤ : ٢٣٨، معجم المؤلّفين ٦ : ٢٨٧.
(٢) أبو العبّاس أحمد بن محمّد، المعروف بالمقرئ التلمساني، ولد ونشأ بالمغرب، وانتقل إلى فاس ثمّ إلى القاهرة، وتنقل في الديار المصريّة والشاميّة والحجازيّة، ومن مؤلّفاته نفح الطيب في غصن الاُندلس الرطيب، توفّي في مصر سنة ١٠٤٠ هـ. الأعلام للزركلي ١ : ٢٣٧.
(٣و٤) انظر أسنى المطالب في نجاة أبي طالب عليهالسلام لزيني دحلان : ١١٢، وملحقات إحقاق الحق للمرعشي رحمهالله ٢٩ : ٦١١.
(٥) المعجم الكبير ٢٤ : ٢٥٨ / ٦٦٠، أُسد الغابة ٧ : ١٣٩ / ٦٩٨٢، ذخائر العقبى : ١٧، نظم درر السمطين للزرندي : ٢٣٣، وانظر ملحقات إحقاق الحقّ ٢٤ : ٣٢٤.