في حديث خطبة عليّ لابنة أبي جهل لما قام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيباً فقال : «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب، وأنّي لا آذن ثمّ لا آذن، إنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم».
وفي رواية : «إنّي أخاف أن تفتتن في دينها» (١) .
ثمّ ذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثنى عليه مصاهرته إيّاه فقال : «حدّثني فصدّقني ووعدني فوفى لي، وأنّي لست أحلّ حراماً ولا اُحرّم حلالا، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبداً».
ثمّ قال : والسبب داخل في اللفظ قطعاً... وقد قال في الحديث : «يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها» ومعلوم قطعاً أنّ خطبة ابنة أبي جهل عليها رابها وآذاها والنبيّ رابه ذلك وآذاه، فإن كان هذا وعيداً لاحقاً بفاعله لزم أن يلحق هذا الوعيد عليّ بن أبي طالب (٢) . إلى آخر ما ذكره.
وقال في صفحة ٢٠٨ من الجزء الرابع من منهاج السنّة ما لفظه : وأمّا مصاهرة عليّ... قد شركه في ذلك أبو العاص بن الربيع زوّجه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أكبر بناته زينب وحمد مصاهرته، وأراد أن يتشبّه به عليّ في حكم المصاهرة لمّا أراد عليّ أن يتزوّج بنت أبي جهل، فذكر صهره هذا قال : «وحدّثني فصدّقنيووعدني فوفا لي» (٣) . انتهى.
فليتأمّل المسلم المنصف مراد ابن تيميّة من هذا الكلام هل هو إلاّ التنقيص والتشنيع على عليّ رضياللهعنه .
____________________
(١) صحيح مسلم ٤ : ١٩٠٤ / ٩٥.
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٢٥١ - ٢٥٢.
(٣) نفس المصدر ٨ : ٢٤٦.