وقال عامله الله بعدله أيضاً في صفحة ١٦٨ من الجزء الثاني من منهاج السنّة ما لفظه : بل لو قال القائل : إنّه لا يعرف من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّه عتب على عثمان في شيء وقد عتب على عليّ في غير موضع لما أبعد، فإنّه لمّا أراد أن يتزوّج بنت أبي جهل اشتكته فاطمة لأبيها وقالت : «إنّ الناس يقولون : إنّك لا تغضب لبناتك» فقام خطيباً وقال : «إنّ بني المغيرة استأذنوني أن يزوّجوا بنتهم علي بن أبي طالب، وإنّى لا آذن ثمّ لا آذن ثمّ لاآذن إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي ويتزوّج ابنتهم، فإنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»، ثمّ ذكر صهراً له من بني عبدشمس فقال : «حدثني فصدّقني ووعدني فوفى لي» وهو حديث ثابت صحيح أخرجاه في الصحيحين (١) .
وكذلك لمّا طرقه وفاطمة ليلا فقال : «ألا تصليان؟ فقال له : إنّما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا. فانطلق وهو يضرب فخذه ويقول : ( وَكَانَ الانسَانُ أَكْثَرَ شَىْء جَدَلاً ) (٢) » (٣) .
وأمّا الفتاوى : فقد أفتى أنّ المتوفّي عنها زوجها وهي حامل تعتد أبعد الأجلين، وهذه الفتيا كان قد أفتى بها أبو السنابل بعكك على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كذب أبو السـنابل» (٤) وأمثال ذلك كثير (٥) . انتهى بلفظه.
وفيه مواضع لصحة الحكم عليه : بالنفاق، والنصب، والعداوة القلبيّة
____________________
(١) راجع الصفحة : ٢٧١ الهامش : ١.
(٢) سورة الكهف ١٨ : ٥٤.
(٣) صحيح البخاري ٢ : ٤٩٣ / ١٠٥١، صحيح مسلم ١ : ٥٣ / ٧٧٥.
(٤) الاُم للشافعي ٥ : ٢٢٤، المسند للشافعي : ٢٤٤، مسند أحمد ١ : ٤٤٧.
(٥) منهاج السنّة ٤ : ٢٤٢ - ٢٤٥.