علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ قلّد أبي الأمر وكان غير أهل له، ونازع ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقصف عمره وانبتر عقبه وصار في قبره رهيناً بذنوبه. ثمّ بكى وقال : إنّ من أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأباح الخمر، وخرّب الكعبة، ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها (١) . إلى آخره.
والغرض من نقل هذا شهادته على أبيه أنّه قتل الحسين رضياللهعنه ، ذكر ذلك ابن حجر في صفحة ١٣٤ من الصواعق (٢) .
وقال الشيخ الإمام يوسف سبط الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في كتاب تذكرة خواص الاُمّة ما لفظه : وأمّا المشهور عن يزيد في جميع الروايات : أنّه لمّا أحضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
وقعة الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرن من ساداتهم |
|
وعدلنا قتل بدر فاعتدل (٣) |
حتّى حكى القاضي أبو يعلى عن أحمد بن حنبل في كتاب الوجهين والروايتين أنّه قال : إن صحّ ذلك عن يزيد فقد فسق (٤) .
قال الشعبي وزاد فيها يزيد فقال :
____________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥٤، جواهر المطالب لابن الدمشقي ٢ : ٢٦١، الصواعق المحرقة ٢ : ٦٤١، ينابيع المودّة ٣ : ٦٣.
(٢) انظر الصواعق المحرقة تحقيق عبد الرحمن التركي وكامل الخرّاط ٢ : ٦٤١.
(٣) طبقات الشعراء للجمحي : ٥٨، الحماسة البصريّة ١ : ١٠٠ ـ ١٠١ / ٢١٣.
(٤) انظر الوجهين والروايتين (الديانات) : ١٠٦، الهامش : ٥.