دليل على عظم الجناية (١) .
إلى أن قال : وقال ابن سيرين : لمّا قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثمّ ظهرت الحمرة (٢) .
قال الشبراوي في كتابه الاتحاف : ولعلّ المراد شدّة الحمرة فلا ينافي الأحاديث التي علّقت دخول وقت العشاء بمغيب الشفق الأحمر (٣) . انتهى.
يريد دفع ما أورده ابن تيميّة (٤) .
وأيضاً الحمرة الحادثة لا تختصّ بالحمرة في الشفق فقد يظهر في غيره، ولم يكن ذلك قبل قتل الحسين، لكن الذين في قلوبهم مرض يبتغون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
ثمّ إنّ سبط بن الجوزي أسند عن هلال بن ذكوان قال : لمّا قتل الحسين مكثنا شهرين أو ثلاث كأنّما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس. قال هلال بن ذكوان : وخرجنا في سفر فمطرنا مطراً بقي أثره في ثيابنا مثل الدم (٥).
قال سبط بن الجوزي بعد روايته ذلك : وقال ابن سعد : ما رفع حجر في الدنيا إلاّ وتحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دماً بقي أثره في الثياب مدّة حتّى تقطّعت.
____________________
(١) التبصرة ٢ : ١٥، وانظر تذكرة الخواص : ٢٤٥ - ٢٤٦، ومرآة الزمان في تواريخ الأعيان ٨ : ١٧١ - ١٧٢.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٣) الاتحاف بحبّ الأشراف : ٤٢.
(٤) منهاج السنّة ٤ : ٥٦٠.
(٥) تذكرة الخواص : ٢٤٥ - ٢٤٦، وانظر التبصرة لجدّ ابن الجوزي ٢ : ١٤.