يدخل في هذا الوعيد من آذاهم ولو بمباح يجوز للإنسان فعله. واحتج لذلك : بأنّ أذاهم أذى فاطمة وأبيها، وأذيته عليهالسلام ولو بالمباح محظورة قطعاً.
قال : ومال إلى قول هذا البعض كثير من العلماء (١) ، انتهى.
أقول : فكيف بمن آذى خواصّ أولادها وخاصّة ذريّتها والأئمّة العلماء من أولادها كما عرفت من ابن تيميّة لعنه الله، أو تقول : هذه التنقيصات لاتؤذيهم، وتكابر الضرورة والوجدان، فقد والله تأذّى كلّ الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقرّبين، والأولياء والصالحين من تشنيعاته وتنقيصاته من أهل البيت الطاهرين عليّ وفاطمة وأولادهم، فإنّه لم يرع فيهم إلاًّ ولا ذمّةً، فابن تيميّة مصداق الوعيد في حديث أبي سعيد الخدري رضياللهعنه(٢) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلاّ أدخله الله النار» أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (٣) .
وما عن جابر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يحبّنا أهل البيت إلاّ مؤمن تقي ولا يبغضنا إلاّ منافق شقي» (٤) أخرجه الملاّ (٥) .
____________________
(١) رشفة الصادي : ١١١ - ١١٢.
(٢) سعد بن مالك بن سنان الخزرجيّ الأنصاري، من الصحابة شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر غزواته، روى عنه كثير من الصحابة، توفّي يوم الجمعة سنة ٧٤ هـ ودفن بالبقيع. رجال الطوسي : ٦٥ / ٥٨٧، تهذيب الكمال ١٠ : ٢٩٤ / ٢٢٢٤.
(٣) المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ : ١٥٠ و ٤ : ٣٥٢، وراجع صحيح ابن حبّان ١٥ : ٤٣٥ / ٦٩٧٨، جزء بن الحسين بن رشيق : ٨٧ - ٨٨ / ٨٥، المناقب لمحمّد بن سليمان الكوفي ٢ : ١٢٠ / ٦٠٧، كشف الأستار عن زوائد البزّار ٤ : ١٢٢ / ٣٣٤٨، كنز العمّال ١٢ : ١٠٤ / ٣٤٢٠٤، .
(٤) شرف المصطفى للخركوشي ٥ : ٣٣٣ / ٢٢٤٨، ذخائر العقبى : ٢٨، ينابيع المودّة ٢ : ١١٦ / ٣٣٠، وأخرجه الخزاز في الكفاية : ١١٠.
(٥) وسيلة المتعبّدين (مخطوط).