وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الودّ يتوارث والبغض يتوارث» رواه الطبراني في الكبير والحاكم عن عفير (١) .
وأخرج أبو سعيد (٢) والملاّ (٣) في سيرته عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم: «استوصوا بأهل بيتي خيراً، فإنّي اُخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار» (٤) وهذا ابن تيميّة كما ترى لا يصبر على سماع فضيلة لأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وإذا عرفت هذا فاعلم أنّ ما أنكره ابن تيميّة من فضل الإمام الرضا عليهالسلام ثابت بلا ريب، وأنا أنقل ما قاله الأئمّة الأعلام من علماء الإسلام.
قال السيّد الكامل المحدّث محمّد خواجه پارسائي البخاري أسبق خلفاء خواجه محمّد البخاري شاه نقشبند(قدس سرهما) في كتابه فصل الخطاب قالت أُمّ الإمام عليّ بن موسى الرضا : لمّا حملت بابني عليّ الرضا لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتحميداً وتهليلا من بطني، فلمّا وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء
____________________
(١) المعجم الكبير ١٧ : ١٨٩ / ٥٠٧، المستدرك للحاكم ٤ : ١٧٩.
(٢) عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم الخركوشي النيشابوري الواعظ، وخركوش سكّة بنيشابور، سمع بدمشق وببغداد ومكّة، روى عنه الحاكم ومدحه، توفّي سنة ٤٠٦ أو ٤٠٧ هـ، له كتاب شرف المصطفى وغيره. سير أعلام النبلاء ١٧ : ٢٥٦ / ١٥٣.
(٣) عمر بن محمّد بن خضر الإربلي الموصلي، أبو حفص معين الدين، المعروف بالملاّ; لأنّه كان يملأ تنانير الآجر ويأخذ الاُجرة، شيخ الموصل، له أخبار مع نورالدين محمود بن زنگي، صنّف كتاب وسيلة المتعبّدين في سيرة سيد المرسلين، توفّي سنة ٥٧٠ أو ٥٧٨ هـ. الأعلام للزركلي ٥ : ٦٠ - ٦١.
(٤) شرف المصطفى ١ : ٢٩٩ / ٢٢٤٦، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى : ٢٨، الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤١ و ٦٥٧، ينابيع الموددّة ٢ : ١١٥، ٣٢٤.