«يا موسى ابنك ينظر بنور الله عزّوجلّ، وينطق بالحكمة يصيب ولا يخطئ، يعلمولا يجهل، قد مُلِئ وحكماً»، والمأمون يقول : وتيقّنت فيه ما الأخبار عليه متواطئة والألسن عليه متّفقة، وما شرحه من زهده وعلمه، كيف لا يكون أزهد الناس وأعلمهم، ومن يقاس به بعد ذلك؟!
وقد ذكر ابن الأثير أنّه المجدّد في رأس المأتين (١) .
وقال ابن الصبّاغ في الفصل الثامن ما لفظه : وقال الشيخ كمال الدين ابن طلحة : قد تقدّم القول في أمير المؤمنين عليّ وفي زين العابدين عليّ وجاء هذاعلي الرضا ثالثهما، ومن أمعن النظر والفكر وجده في الحقيقة وارثهما، فيحكم كونه ثالث العليّين، نما إيمانه، وعلا شأنه، وارتفع مكانه، واتّسع إمكانه، وكثر أعوانه، وظهر برهانه (٢) ، إلى آخره.
وقد وجدت هذا اللفظ أنا أيضاً في كتاب مطالب السؤول لمحمّد ابن طلحة في الباب الثامن منه (٣) ، فإذا كان الرضا ثالث العليّين عند أهل التفكّر كيف يكون دعوى أنّه أزهد أهل زمانه وأعلمهم غلوّاً فيه؟!
وذكر في الفصـول المهمّة جملة من مناقبه، ثمّ قال : قال إبراهيم بن العبّاس (٤) : ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيبه الجواب الشافي، وكان قليل النوم، كثير الصوم، لا يفوته صوم
____________________
(١) جامع الاُصول في أحاديث الرسول ١٢ : ٢٢١.
(٢) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهمالسلام: ٢٤٣.
(٣) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول عليهمالسلام: ٤٥٥.
(٤) الصولي، أبو إسحاق الكاتب، كاتب العراق في عصره، أصله من خراسان، نشأ في بغدادفتأدّب ، وقرّبه الخلفاء فكان كاتباً للمعتصم والواثق والمتوكّل، توفّي سنة ٢٤٣ هـ. أعيان الشيعة ١ : ١٦٨، الأعلام للزركلي ١ : ٤٥.