ثلاث أيّام من كلّ شهر ويقول : «ذلك صيام الدهر» (١) ، وكان كثير المعروف والصدقة سرّاً، وأكثر ما يكون منه ذلك في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح (٢) .
أقول : هذه شهادة صريحة بأنّ الرضا كان أعلم أهل زمانه وأزهدهم رغماًعلى أنف ابن تيميّة، ومنه يعلم كذبه في قوله : والناس يعلمون أنّه كان في زمانه من هو أعلم منه وأزهد منه.
وقال الشيخ الشبراوي في الإتحاف : ويقال إنّ عليّاً الرضا أعتق ألف مملوك، وكان صاحب وضوء، وصلّى ليله كلّه يتوضّأ ويصلّي ويرقد، ثمّ يقوم فيتوضأ ويصلّي ويرقد وهكذا إلى الصباح.
إلى أن قال : كراماته أكثر من تحصر وأشهر من أن تذكر (٣) . ثمّ ذكر جملة منها مسندة، وفيها الأخبار بجملة من المغيّبات التي وقعت بعد ذلك، فراجعه حتّى تعرف نصب ابن تيميّة المخذول.
وأمّا قوله : ولم يأخذ عنه أحد من أهل العلم بالحديث شيئاً ولا روي له حديثاً في كتب السنّة وإنّما يروي له أبو الصلت الهروي (٤) ، إلى آخره.
أقول : فهذا من أقبح الكذب وأشنع النصب وإنكار للمعلوم بالضرورة.
____________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٢ - ١٨٣ / ٧.
(٢) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهمالسلام: ٢٥١.
(٣) الإتحاف بحبّ الأشراف : ١٥٥ - ١٥٦.
(٤) عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي، مولى قريش، العالم العابد له فضل وجلالة، روى عن الإمام علي الرضا عليهالسلام ، ومالك، وحمّاد بن زيد، وروى عنه أحمد بن سيار، ومحمّد بن رافع، توفّي سنة ٢٣٦ هـ. سير أعلام النبلاء ١١ : ٤٤٦ / ١٠٣.