وتفاسيرهم كما عرفت (١) .
وحصر الراوي عنه بأبي الصلت مع أنّهم الجلّة من أئمّة الفقه والحديث كما عرفت أسماءهم عن مفتاح النجاة وحتّى كرّر ذلك، قال في الصفحة المذكورة : وأمّا قوله : أخذ عنه الفقهاء المشهورون كثيرهم، فهذا من أظهر الكذب. هؤلاء فقهاء الجمهور المشهورون لم يأخذوا عنه ما هو معروف، وإن أخذ عنه بعض من لا يعرف من فقهاء الجمهور فهذا لا ينكر، فإنّ طلبة الفقهاء قد يأخذون من المتوسّطين في العلم ومن هم دون المتوسّطين (٢) ، انتهى.
أقول : قد عرفت نصّ العلماء بأنّه أخذ عنه : إسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن عيّاش القزوينيّ، وداوُد بن سليمان، وأحمد بن حرب، ومحمّد بن أسلم وخلق غيرهم، فإنّ الخبير بإحوال الفقهاء يعلم أنّ هؤلاء أئمّة الفقه وأعلام علماء الإسلام في الحلال والحرام ولكن ابن تيميّة يريد إظهار القوّة في الردّ والمناظرة عند سواد الناس والعامة، وأنّه ردّ كتاب ابن المطهّر وكذّبه في نقله، لم يتصوّر أنّه وقع في الأثناء في ورطة عظيمة عند أهل المعرفة والخبرة، وأنّه فضح نفسه حيث كذّب مناقب أهل البيت وأنكر فضلهم وتقدّمهم على غيرهم، والتزم في مقام الردّ على ابن المطهّر أن ينقّص من العترة ويرميهم بالعظائم، والتزم الاستقصاء عليهم من كلّ ما يمكن أن يكون كرامة أو فضيلة بين تكذيب
____________________
(١) راجع حقائق التفسير (تفسير السلمي) ١ : ٣٣، ٣٩٤، ٤٣٣ و ٢ : ١٢، ٢٠، ٢٣، ٥٢، ٨٥... تفسير الكشف والبيان (تفسير الثعلبي) ١ : ١٠٦، ١٤٠ و ٥ : ٢١٣ و٨ : ٣١١، ٣١٢ و٩ : ١٧٢ و ١٠ : ١٠، ٢٢٥...
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٦٠ - ٦١.