وتأويل، حتّى صار أشنع المشنّعين على آل رسول الله، نعوذ بالله من التعصّب والعناد والكفر واللجاج والمحادّة لرسول الله في أهل بيته، حتّى أنكر أن يكون لأولاد رسول الله خصوصيّة من جهة الذريّة.
قال في صفحة ١٢٦ من الجزء الثاني ما لفظه : والكلام الذي ذكره ـيعني أبو نؤاس كلام فاسد فإنّه قال :
قلت : لا أستطيع مدح إمام |
|
كان جبريل خادماً لأبيه (١) |
ومن المعلـوم أنّ هذا الوصـف مشترك بين من كان من ذريّة عليّ ومن لم يكن ، لأنّ كون الرجل من ذريّة الأنبياء قدر مشترك بين الناس، فإنّ الناس كلّهم من ذريّة نوح عليهالسلام ومن ذريّة آدم عليهالسلام ، وبنو إسرائيل يهوديهم وغيريهوديهم من ذريّة إبراهيم وإسحاق ويعقوب (٢) .
فتأمّل أيّها المنصـف المسلم كيف ينكر الضروري والمتواتر من الكتاب والسـنّة، ولا يعبأ بإظهار هذه الكفريات، ولو كان كما قال فلماذا قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٣) ، ولماذا أوجب مودّتهم في قوله سبحانه : ( قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ) (٤) ، ولماذا أوجب الصـلاة عليهـم في الصلوات (٥) ، ولماذا جعلهم شركاء القرآن في حديث
____________________
(١) ملحق الأغاني لابن منظور : ٢٩٣.
(٢) منهاج السنّة ٤ : ٦٥.
(٣) سورة الأحـزاب ٣٣ : ٣٣.
(٤) سورة الشـورى ٤٢ : ٢٣.
(٥) مسند أحمد ١ : ١٦٢ و ١٩٩، صحيح البخاري ٨ : ٤٣٤ / ١٢٢٦، سنن النسائي ٣ : ٤٨، السنن الكبرى للنسائي ١ : ٣٨٣، ٤ : ٣٩٦، المعجم الكبير للطبراني