الثقلين (١) ، ولماذا جعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك وغرق (٢) ، ولماذا جعلهم أماناً لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (٣) ، إلى غير ذلك ممّا هو مروي في حقّ آل رسول الله في المجاميع والمسانيد والمناقب والسنن، بل أفرد منه في التصنيف كثير لا يحصى، فابن تيميّة في هذا الكلام خالف الكتاب والسنّة المعلومة والإجماع والقياس كما هو ظاهر لكلّ مسلم.
وأيضاً فقد كثر قول رسول الله : «أنا ابن إبراهيم خليل الله» و «أنا ابن إسماعيل ذبيح الله» (٤) في مواضع لا تحصى ولا تستقصى كما لا يخفى على الخبير المحدّث، لكن ابن تيميّة من شدّة نصبه وعداوته لآل رسول الله لايدري ما يقول، حتّى يذكر في مثل المقام الذي هو في مدح الإمام الرضا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مثل اليهود أبناء إبراهيم وغير اليهود، والمنصف يعلم أنّ هذا التلفظ في مثل المقام تنقيص شنيع يلزم صاحبه الكفر على كلّ حال.
____________________
١٩ : ١١٦، المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ : ١٤٨، وانظر نسيم الرياض (شرح الشفاء للقاضي عياض ) ٥ : ٣ و ٨ و ٢٣.
(١) مسند أحمد ٣ : ١٤ و ٥ : ١٨١ - ١٨٢، سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩، المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣ : ١١٠ و ١٤٨، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٢.
(٢) المستدرك على الصحيحين للحاكم ٢ : ٣٤٣ و ٣ : ١٥٠، وقال : هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. مجمع الزوائد ٩ : ١٦٨.
(٣) مسند أبي يعلى الموصلي ٦ : ٢٢٠ / ٧٥٣٩، المعجم الكبير ٧ : ٢٢ / ٦٢٦٠، المستدرك على الصحيحين للحاكم ٢ : ٤٤٨ و ٣ : ١٤٩، تاريخ دمشق ٤٠ : ٢٠، كنز العمّال ١٢ : ٩٦ / ٣٤١٥٥، نظم درر السمطين للزرندي : ٢٩٢.
(٤) انظر المستدرك للحاكم ٢ : ٥٥٩، وفيه : «أنا ابن الذبيحين»، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦٨، وقصص الأنبياء لابن كثير : ١٦١.