يعلمون حكم هذه المسألة، فليست من دقائق العلم ولا غرائبه، ولا ممّا يختصّ به المبرزون في العلم (١) .
أقول : قوله : «واستقدمه المعتضد إلى بغداد» مغلط باتّفاق أهل العلم إنّمااستقدمه المعتصم بن هارون (٢) .
وأمّا قوله : «فإنّه من نمط ما قبله» فلم يذكر ابن المطهّر إلاّ ما ذكره الأئمّة في الحديث، فقد أخرجوا القصّة بالأسانيد الصحيحة :
منهم : الشيخ حجّة الدين أبو إبراهيم محمّد بن محمّد بن ظفر الصقليّ المالكي (٣) المتوفّي بحماة سنة ٥٦٥ في كتابه أنباء نجباء الأبناء عن الريّان بن شبيب خال المعتصم بطولها، وقد طبع كتاب أنباء نجباء الأبناء المذكور فارجع إلى آخر صفحة ٥٨ (٤) .
وكتب أهل السنّة مملوءة بمناقب أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهالسلام ، ذكرها أهل الحديث والتواريخ.
قال سبط بن الجوزي في الفصل الذي عقده لترجمة الإمام الجواد ما لفظه بحروفه : وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود (٥) .
وقال ابن حجر في الصواعق : فلم يزل المأمون مشفقاً به لما ظهر له
____________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٦٦ - ٦٩.
(٢) الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٨٩، وفيات الأعيان ٤ : ٣٠ / ٥٦١، تاريخ بغداد ٣ : ٥٤ / ٩٩٧، مرآة الجنان ٢ : ٨٠ - ٨١، شذرات الذهب ٢ : ٤٨، الأعلام ٦ : ٢٧١.
(٣) شمس الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن ظفر الصقليّ المكيّ، المنعوت بحجّة الدين، أحد الاُدباء الفضلاء، تنقّل في البلاد، ولد سنة ٤٩٧ هـ وتوفّي سنة ٥٦٥ هـ. وفيات الأعيان لابن خلكان ٤ : ١٩٣ / ٦٦٢.
(٤) أنباء نجباء الأبناء : ٥٨ - ٦٠.
(٥) تذكرة الخواص : ٣٢١.