أطول، فيه تفصيل خطبة النكاح، وما صنعه المأمون في ذلك اليوم، وكذلك ممّا كان مسألة ابن أكثم من الجواد عليهالسلام ، وما أجابه به.
قال الشيخ شمس الدين محمّد بن محمّد بن ظفر الصقلي في كتاب أنباء نجباء الأبناء - بعد ما ذكر جملة من الأحاديث في فضل الحسن والحسين عليهماالسلام قال ما لفطه : وهذا صبح لا يحجب فلقه، وسابح لا يستوعب طلقه، ولا معد بالسيادة عن رضيعي ثدي التقى، وربيبي حجر الهدى، وكلّ فضيلة فإلى أرومتها انتسابها، وعن جرثومتها عرضها واحتسابها، ولو وقفت كتابي هذا على ربوع نجابتهما ما تلبثت بها إلاّ يسيراً حتّى يسقط حسيراً، كماأ نّي لو وكلته بتسمية نجباء المقدّسين بولادتهما المقتبسين من سيادتهما من غير إلمام بذكر مناقبهم التي كثرت نجوم الرقيع وعرقد البقيع لم أقض في ذلك نحباً ، بل لم يأت على بعضه إلاّ سحباً.
ألا تسمع ما روي عن الريّان بن شبيب خال المعتصم أنّه قال : لمّا عزم المأمون على أن يزوّج ابنته اُم الفضل أبا جعفر محمّد بن علي عليهالسلام اجتمع إليه أهله، فقالوا له : يا أمير المؤمنين أما كان في أهلك من تعدل عليه في كريمتك عن هذا الغلام الطالبيّ؟
فقال المأمون : هو بها أولى ولست أصغي إلى لوم لائم فيه.
فقالوا : يا أمير المؤمنين إنّه غلام غر، فلو أخّرت نكاحه حتّى يتفقّه في الدين ويستبصر في الأدب.
فقال : إنّه أفقه منكم، وأعلم بكتاب الله وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأرسخ بالنظر في الحلال والحرام، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والظاهر والباطن، والعام والخاص، فاسألوه لتعلموا حقيقة رأيي فيه.