فخرجوا من عنده فقصدوا يحيى بن أكثم فأخبروه الخبر وسألوه أن يتولى مسألته ويحرص على إفحامه. قال لهم يحيى : لقد اختلفتم لغير مهم وماأمر صبي لعلّه أن لا يتجاوز سنّه عشر سنين؟
فقالوا له : إنّ أمره لعظيم عند أمير المؤمنين.
فقال لهم : سترون.
فلمّااجتمعوا للتزويج وحضر أبو جعفر عليهالسلام قال العبّاسيون للمأمون : يا أميرالمؤمنين هذا القاضي يسأل أبا جعفر إن أردت.
قال : اسـأله.
فقال يحيى : ما تقول يا أبا جعفر في محرم قتل صيداً؟
قال أبو جعفر : «في حلّ أم حرام؟ عالماً أو جاهلا؟ عمداً أو خطأً؟ أكان عبداً أم حرّاً؟ أو صغيراً أو كبيراً؟ أكان الصيد طائراً أو وحشيّاً؟ أمن صغارالصيد أم كبارها؟ أبليل في مأواها أم في نهار بمسرحها؟ أمحرماً بالحجّ أم بالعمرة؟». فانقطع يحيى.
فقال المأمون أتخطب يا أبا جعفر؟
قال : «نعم يا أمير المؤمنين».
فقال المأمون : الحمد لله إقراراً بنعمته، ولا إله إلاّ الله إخلاصاً لعظمته، وصلّى الله على محمّد وعلى آله عند ذكره، أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام وقال : ( وَأَنكِحُواْ الايَـمَى مِنكُمْ ) (١) الآية، ثمّ إنّ محمّد بن علي خطب اُم الفضل بنت عبد الله، وبذل
____________________
(١) سورة النور ٢٤ : ٣٢ .