ثمّ قال ملك العلماء المذكور : لو أنّ إنساناً آمن بجميع شرائع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وصدّق بها وأهان علوياً أو صغّره بأن قال : عليوي أو صغّر النبيّ، ذلك كفر نعوذ بالله منه، نقل ذلك أيضاً عن مصابيح الدين (١) ، انتهى.
وفي رسالة مولانا صدر الدين الحنفي ورسالة مولانا ضياء الدين البرني : أنّ العلماء أفتوا أنّ إهانة أولاد الرسول وإيذاءهم كفر ومكفر (٢) ، انتهى.
ثمّ كذّب حكاية هجوم الأتراك عليه بأمر المتوكّل ليلا على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وهو مستقبل القبلة ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إلى المتوكّل على هذه الهيئة (٣) .
مع أنّ هذه القصّة قد حكاها كبار علماء التاريخ غير المسعودي (٤) الذي قدحه ابن تيميّة كأبي الفداء في مختصر أخبار البشر في حوادث سنة أربع وخمسين ومأتين (٥) ، وغيره من أهل السنّة والعلم والاتّفاق (٦) ، فما هذا العناد من ابن تيميّة؟!
وقد تقدّمت تنقيصات ابن تيميّة وتشنيعاته وإهاناته لعليّ والأئمّة
____________________
(١) انظر عبقات الأنوار ١٧ : ٢١٦ و ٢١٧، وتشييد المطاعن ٤ : ٣٧٥.
(٢) عنه في عبقات الأنوار ١٧ : ٢١٦.
(٣) منهاج السنّة النبويّة ٤ : ٧٨.
(٤) مروج الذهب ٤ : ١٠ - ١١.
(٥) المختصر في أخبار البشر ١ : ٣٦٠.
(٦) انظر وفيات الأعيان ٣ : ٢٣٨ / ٤٢٤، تاريخ الإسلام ١٨ : ١٩٩، الوافي بالوفيات ٢٢ : ٤٨، البداية والنهاية ١١ : ١٧، تذكرة الخواص : ٣٢٣، نور الأبصار : ١٨٢.