من ولده، بألفاظه ونصوصه لا يألوهم خبالا، ولا يترك شرّاً يقدر عليه إلاّ فعله بهم، فهو من شرار الزائغين على اُصول المسلمين، انظر إلى كذبه وافترائه عليهم في صفحة ١٢٤ من الجزء الثاني من منهاج الحشويّة قال : وأمّا من بعد موسى فلم يوجد عنهم من العلم ما يذكر به أخبارهم في كتب المشهورين وتواريخهم.
إلى أن قال : وليس لهم رواية في الكتب الاُمّهات من الحديث ولا فتاوى في الكتب المعروفة، التي ينقل فيها فتاوى السلف، ولا لهم تفسير ولا غيره، ولا لهم أقوال معروفة (١) ، إلى آخره.
أقول : يريد بمن بعد موسى الكاظم الإمام عليّ الرضا، وابنه الإمام محمّدالجواد ، وابنه الإمام علي الهادي، وابنه الإمام الحسن الخالص العسكري، فأنّهم بقيّة الأئمّة الاثني عشر من أهل البيت، وأنت قد عرفت فيما تقدّم ما يوضح لك كذب ابن تيميّة بالنسبة إلى الإمام علي الرضا وابنه الإمام محمّد الجواد رضي الله عنهما، وما قد ذكر من أخبارهم في الكتب المشهورةوالتواريخ المأثورة ممّا صنّف في المناقب والحديث والتواريخ وغيره، والذي يحضرني من ذلك أكثر من ثمانين كتاب، وكذلك قد عرفت كلام رشيد الدين في الإيضاح، وأنّ أكثر أهل السنّة رووا عن الرضا، وما ذكره صاحب مفتاح النجاة، وهو عين ما في تهذيب الكمال في عدد من روى عن الرضا من كبار أئمّة الحديث والفقه (٢) ، وأنّه روى له ابن ماجة، إلى آخر ما تقدّم (٣) .
____________________
(١) منهاج السنّة النبويّة ٤ : ٥٦.
(٢) تهذيب الكمال ١٨ : ٨١ و ٢١ : ١٥٣.
(٣) راجع ص : ٣٨٣.