مع رواية البخاري القويّة (١) ، ورواية أبي يعلى الموصلي الصحيحة الصريحة في سماعه منه رضياللهعنه (٢) ... وغير ذلك...
ورواية الحافظ أبي نعيم الذي هو مستند ابن تيميّة ومعتمده عن الحسن ما هو صريح في كثرة سماعه منه رضي الله عنه (٣) ...
وغير ذلك ككلام الإمام الضياء في المختارة في ترجيح إثبات سماعه منه وتجريح نفيه وتصحيح حديثه عنه لذلك وإيراده هناك (٤) ...
وقد قال الحافظ الشامي في سبل الهدى والرشاد في الردّ على ابن تيميّة إنكاره إنكار المواخاة بين المهاجرين والأنصار، وخصوصاً مواخاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ المرتضى عليهالسلام (٥) وذكر رواية الضياء ذلك ما نصّه : وابن تيميّة (٦) يصرّح بأنّ الأحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك (٧) .
ولو تحلّى ابن تيميّة بالإنصاف، وتخلّى من التعصّب والاعتساف، لنقل اتّفاق أئمة حفّاظ الآفاق على خلاف ما جعله عليه الوفاق، وإنّما قوله هذا كردّه الأحاديث المسندة الموجودة في الكتب المعتمدة المشهورة، ونسبة الوضع والكذب إليها، كما قال في هذا الكتاب أيضاً : إنّ حديث
____________________
(١) التاريخ الصغير للبخاري ٢ : ١٨٢، عن الحسن رأى عليّاً والزبير التزماً ورأى عليّاً وعثمان التزماً.
(٢) عنه في إكمال تهذيب الكمال ٤ : ٧٨ / ١٢٨٤، وتحفة الأحوذي ٤ : ٥٧٠.
(٣) انظر حلية الأولياء ١ : ٧٦.
(٤) انظر الأحاديث المختارة ٢ : ٤١ - ٤٢.
(٥) منهاج السنّة ٤ : ٣٢.
(٦) مجموعة الفتاوى ٣٣ : ١١.
(٧) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٣٦٨.